سورة البروج
مكية، وهي اثنا وعشرون آية، ومائة وتسع كلمات، وأربعمائة وثمانية وخمسون حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٢٤٣
قوله تعالى :﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾.
هذا قسم أقسم الله تعالى به، وفي البروج أقوال : قيل : والسَّماء ذات النجوم.
قاله الحسنُ ومجاهدٌ وقتادةُ والضحاكُ.
وقال ابنُ عباسٍ وعكرمةُ ومجاهدٌ : هي قصور في السماء.
وقال مجاهد أيضاً : هي البروج الاثنا عشر، وهو قول أبي عبيدة ويحيى بن سلام.
وقيل : هي منازل القمر.
قوله :﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ : وهو يوم القيامة، وهذا قسم آخر، قال ابن عباس - رضي الله عنه - : وعد أهل السماء وأهل الأرض أن يجتمعوا فيه.
٢٤٤
قال القفال : يحتمل أن يكون المراد : اليوم الموعود لانشقاق السماء وبنائها، وبطلان بروجها، وقوله تعالى :" الموعود " أي : الموعود به.
وقال مكيٌّ :" الموعود " : نعت لليوم، وثمَّ ضمير محذوف به تتم الصفة، تقديره : الموعود به، ولولا ذلك ما صحَّت الصفة ؛ إذ لا ضمير يعود على الموصوف من صفته.
انتهى.
وكأنه يعني أن اليوم موعود به غيره من الناس، فلا بُدَّ من ضمير يرجع إليه ؛ لأنه موعود به، وهذا لا يحتاج إليه، إذ يجوز أن يكون قد تجوز بأن اليوم قد وعد بكذا، فيصح ذلك، ويكون فيه ضمير عائدٌ عليه.
قوله :﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾.
قال علي، وابنُ عباسٍ، وابن عمر، وأبو هريرة - رضي الله عنهم - : الشاهد : يوم الجمعة، والمشهود : يوم عرفة، وهو قول الحسن، " ورواه أبو هريرة مرفوعاً - عن النبي ﷺ :" المَوعُودُ : يومُ القيامة، واليَوْمُ المشهودُ : يَوْمَ عَرفةَ، والشَّاهِدُ : يَوْمَ الجُمعةِ " خرَّجه الترمذي في " جامعه ".
قال القشيري : فيوم الجمعة يشهد على عامله بما يعمل فيه.
قال القرطبيُّ : وكذلك سائر الأيام والليالي، لما " روى أبو نعيم الحافظ عن معاوية ابن قرة، عن معقل بن يسارٍ عن النبي ﷺ قال :" لَيْسَ مِنْ يوْمٍ يَأتِي عَلى العَبْدِ إلا يُنَادي فيه : يا ابْنَ آدمَ أنا خَلقٌ جدِيدٌ، وأنَا فيمَا تَعْمَلُ علَيْكَ شَهِيدٌ، فأعْمَلْ فَّ خيراً أشْهَد لَكَ فيهِ غداً، فإنِّي لوْ قَدْ مَضيْتُ لَمْ تَرَنِي أبَداً، ويقُول اللَّيْلُ مِثْلَ ذلِكَ " حديث غريب.
٢٤٥