سورة الطارق
مكية، وهي سبع عشرة آية، واثنتان وسبعون كلمة، ومائتان وإحدىوسبعون حرفا.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٢٥٨
قوله تعالى :﴿وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ﴾، " السَّماءِ " : قسم، و " الطَّارقِ " : قسم، والطَّارقُ : هوى النَّجم الثاقب، كما بينهُ الله تعالى بقوله :﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾.
والطارق في الأصل : اسم فاعل من : طرق يطرق طروقاً : أي : جاء ليلاً ؛ قال امرؤ القيس :[الطويل] ٥١٦٠ - فَمِثْلكِ حُبْلَى قَدْ طَرقتُ ومُرضعٍ
فألْهَيْتُهَا عَنِ ذِي تَمائِمَ مُحْولِ
وأصله من الضرب، والطَّارقُ بالحصى : الضارب به ؛ قال :[الطويل] ٥١٦١ - لعَمْرُكَ، ما تَدْرِي الطَّوارِقُ بالحَصَى
ولا زَاجِراتُ الطَّيْرِ ما اللهُ صَانِعُ
ثم اتُّسعَ فقيل لكل من أتى ليلاً : طارق، سواء كان كوكباً، أو غيره، ولا يكون الطارقُ نهاراً.
" وروي أنه ﷺ : نهى أن يأتي الرجل أهله طروقاً ".
٢٥٩
وقوله :﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾، قال محمد بن الحسين : هو زُحَل.
وقال ابن زيد : هو الثُّريَّا - أيضاً - : أنه زُحَل.
وعن ابن عباس : هو الجديُ، وعن عليٍّ بن أبي طالب والفرَّاء، " النَّجْمُ الثَّاقبُ " : نجم في السماء السابعة لا يسكنها غيره من النجوم، فإذا أخذ النجوم أمكنتها من السماء هبط، فكان معها، ثم يرجع إلى مكانه من السماء السابعة، وهو زحل، فهو طارق حين ينزل، وحين يهبط.
وفي " الصحاح " :" الطَّارقُ : النجم الذي يقال له : كوكب الصبح ".
ومنه قول هند :[الرجز]
٥١٦٢ - نَحْنُ بَناتُ طَارق نَمْشِي عَلى النَمارِق
وقيل : هو اسم جنس، فيدخل فيه سائر الكواكب، وسمي ثاقباً ؛ لأنه يثقب الظَّلام بضوئه، أي : ينفذ فيه.
أي يرمي الشيطان فيحرقه.
قال الماورديُّ : وأصل الطرقِ، الدَّق، ومنه سميت المطرقة، فسمي قاصد الليل : طارقاً، لاحتياجه في الوصول إلى الدق.
ورُوِيَ أنَّ أبا طالبٍ أتى النبي ﷺ بخبز ولبن، فبينما هو جالس يأكل إذ انحطَّ نجم فامتلأت الأرض نوراً، ففزع أبو طالب، وقال : أيُّ شيءٍ هذا ؟ فقال رسول الله ﷺ :" هَذَا نجمٌ رُمِي بِهِ، وإنَّهُ مِنْ آياتِ اللهِ " فعجب أبو طالب، ونزلت السورة.
وقال مجاهد :" الثاقب " : المتوهِّج.
قوله تعالى :﴿وَمَآ أَدْرَاكَ﴾ تفخيم لشان هذا المقسم به.
قوله :﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾.
قد تقدم في سورة " هود " : التخفيف والتشديد في " لما "، فمن خففها - هنا - كانت " إنْ " : مخففة من الثقيلة، و " كل " : مبتدأ، و " عليها " :
٢٦٠


الصفحة التالية
Icon