سورة الشرح
مكية، وهي ثماني آيات، وتسع وعشرون كلمة، ومائة وثلاثة أحرف.
جزء : ٢٠ رقم الصفحة : ٣٩٥
قوله تعالى :﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، الاستفهام إذا دخل على النفي قرره، فصار المعنى : قد شرحنا، ولذلك عطف عليه الماضي، ومثله :﴿أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ﴾ [الشعراء : ١٨]، والعامة : على جزم الحاء بـ " لَمْ ".
وقرأ أبو جعفر المنصور : بفتحها.
فقال الزمخشري : وقالوا : لعلَّهُ بين الحاء، وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها.
وقال ابن عطية : إن الأصل :" ألَمْ نَشْرحَنْ " بالنون الخفية، ثم أبدلها ألفاً ثم حذفها تخفيفاً كما أنشد أبو زيد :[الرجز] ٥٢٤٥ - مِنْ أيِّ يَوميَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرْ
أيَوْمَ لَمْ يقْدرَ أمْ يَوْمَ قُدِرْ
بفتح راء :" يقدر " وكقوله :[المنسرح] ٥٢٤٦ - إضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارقهَا
ضَرْبكَ بالسَّيْفِ قَوْنسَ الفَرسِ
٣٩٦
بفتح باء " اضرب " انتهى.
وهذا مبني على جواز توكيد المجزوم بـ " لم "، وهو قليل جداً، كقوله :[الرجز] ٥٢٤٧ - يَحْسبهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلمَا
شَيْخاً عَلى كُرْسيِّهِ مُعَمَّمَا
فتتركب هذه القراءة من ثلاثة أصول كلها ضعيفة، لأن توكيد المجزوم بـ " لَمْ " ضعيف، وإبدالها ألفاً إنما هو في الوقف، فاجراء الوصل مجرى الوقف خلاف الأصل، وحذف الألف ضعيف ؛ لأنه خلاف الأصل.
وخرجه أبو حيان على لغة خرجها اللحياني في " نوادره " عن بعض العرب، وهو أن الجزم بـ " لَنْ " والنصب بـ " لَمْ " عمس المعروف عند الناس، وجعله أحسن مما تقدم.
وأنشد قول عائشة بنت الأعجم تمدح المختار تطلب ثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما وعن بقية الصحابة أجمعين :[البسيط] ٥٢٤٨ - قَدْ كَان سُمْكُ الهُدَى يَنْهَدُّ
قَائمهُ حتَّى أبِيحَ لهُ المُختارُ فانْغَمَدَا
فِي كُلِّ ما هَمَّ أمْضَى رأيهُ قُدُماً
ولَمْ يُشاوِرَ ف إقْدامهِ أحَدَا