المقام الخامس : العزة :
قال الله تعالى :( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ). وهاهنا نكت :
الأولى : عزة الله عزة الربوبية، وعزه الرسول عزة النبوة، وعزة المؤمنين عزة تلفظ بكلمة لا إله إلا الله، ثم كما أن عزة الله وعزة رسوله لا يقبلان الذل، فكذالك عزة المؤمنين لا تقبل الذل.
الثانية : لله عزة الإنشاء والتكوين، قال الله تعالى :(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). وللرسول عزة الدنيا حين أشار للقمر فانشق ببركة دعائه، وللمؤمنين عزة الإيمان والشهادة.
ثم إن الأشياء تكونت عند قوله :(كن )، والقمر انشق عند دعاء الرسول، فنرجوا أن يحصل الغفران والرحمة للمؤمنين عند كلمة الشهادة.
الثالثة : عز المؤمن فى أن قيده المعرفة، وصيده الجنة، وعبده الرؤية فإذا كان عبد المؤمن رب كاف، وكتاب شاف، ورسول واف، اسمه إسم الله، ولسانه شاهد الله ونفسه طالبتة مرضات الله، وقلبه محل نظر الله، وسراجه معرفة الله وشهادته محبة الله، وبصيرته مشتاقة إلى رؤية الله فحقيق أن يكون عزه متصلاً بعزة الله.
الرابعة : لله العزة سواء أوجد أو أعدم، وللرسول بالولاية سواء بلغ أو سكت، فكذلك المؤمن له العزة سواء أطاع أو عصى.
الخامسة : لله العزة بالولاية، لقوله :(إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ).. وللرسول بالولاية أيضاً لقوله :( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
وللمؤمنين العزة أيضاً بالولاية لقوله :(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).


الصفحة التالية
Icon