والألف واللام فى لفظة ( الطيب ) للاستغراق _ كأنه تعالى ينبه إلى أنه لا لذيذ ولاطيب إلا هذا، وذلك هوالحق، لأنا بينا أن أطيب المحسوسات بالنسبة إلى طيب هذه الحالة عدم محض، فلذلك بين بحرف الإستغراق أن كل طيب ليس إلا ذلك.
* * *
الاسم السابع "الكلمة الطيبة " :
قال الله تعالى :(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ). أختلفوا فى أنه تعالى لما سماها كلمة طيبة على وجوه :
الأول : أنها طيبة بمعنى أنها طاهرة عن التشبيه والتعطيل، ولكنها متوسطة بينهما، مباينة لكل واحدة منهما.
كما أن اللبن خارج من بين الفراث والدم، وهو مبرأ عنهما مصفى عن شائبة كل واحد منهما.
الثانى : أنها طيبة بمعنى أن صاحبها يكون طيب الاسم فى الدنيا، طيب المسكن فى العقبى، أما طيب اسمه فلقوله تعالى (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ).
وأراد به المؤمنين والمؤمنات. وأما طيب المسكن فلقوله تعالى :( وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ).
الثالث : انها طيبة بمعنى أنها مقبولة، يقبلها الله تعالى، وتصعد إليه، كما قال الله تعالى :(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ). قالوا : والسبب فى أن


الصفحة التالية
Icon