فقال :﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ فسمعتا ما قال فرجعتا إلى أبيهما فاستنكر سرعة مجيئهما فسألهما فاخبرتاه فقال لاحداهما : انطلقي فادعيه فاتته فقالت :﴿إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا﴾ فمشيت بين يديه فقال لها : امشي خلفي فاني امرؤ من عنصر إبراهيم لا يحل لي أن أنظر منك ما حرم الله علي وارشديني الطريق، ﴿فلما جاءه وقص عليه القصص﴾، قالت احداهما :﴿يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾ قال لها أبوها : ما رأيت من قوته وأمانته فأخبرته بالأمر الذي كان قالت : أما قوته فانه قلب الحجر وحده وكان لا يقلبه إلا النفر.
وَأَمَّا أمانته فانه قال : امشي خلفي وارشديني الطريق لاني امرؤ من عنصر إبراهيم عليه السلام لا يحل لي منك ما حرم الله تعالى، قيل لابن عباس رضي الله عنهما، أي الاجلين قضى موسى عليه السلام قال : أبرهما وأوفاهما.
وأخرج الفريابي، وَابن أبي شيبة في المصنف، وعَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ان موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال فاذا هو بامرأتين ﴿قال ما خطبكما﴾ فحدثتاه، فأتى الصخرة فرفعها وحده ثم استقى فلم


الصفحة التالية
Icon