وذهب قال سعيد بن جبير : أما إن التميمي لو يعلم ما أنزل في بني أسد لتكلم قلنا : ما أنزل فيهم قال : جاؤوا إلى النَّبِيّ ﷺ فقالوا : إنا قد أسلمنا طائعين وإن لنا حقا فأنزل الله ﴿يمنون عليك أن أسلموا﴾ الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد ﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات﴾ قال : أعراب من بني تميم.
وأخرج ابن منده، وَابن مردويه من طريق يعلى بن الأشدق عن سعد بن عبد الله أن النَّبِيّ ﷺ سئل عن قوله :﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون﴾ قال : هم الجفاة من بني تميم لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم.
وأخرج ابن إسحاق، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم وفد بني تميم وهم سبعون رجلا أو ثمانون رجلا منهم الزبرقان بن بدر وعطارد بن معبد وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث وعمرو بن أهتم المدينة على رسول الله ﷺ فانطلق معهم عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وكان يكون في كل سدة حتى أتوا منزل رسول الله ﷺ فنادوه من وراء الحجرات بصوت جاف : يا محمد أخرج إلينا يا محمد أخرج إلينا يا محمد أخرج إلينا فخرج إليهم رسول الله ﷺ فقالوا : يا محمد إن مدحنا زين وإن شتمنا شين نحن أكرم العرب فقال رسول الله ﷺ : كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فقالوا : إنا أتيناك لنفاخرك فذكره بطوله وقال في آخره : فقام التميميون فقالوا : والله إن هذا الرجل لمصنوع له لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا قال : ففيهم أنزل الله ﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات﴾ من بني تميم ﴿أكثرهم لا يعقلون﴾ قال : هذا كان في القراءة الأولى ﴿ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم﴾.