الصدقة فلم يغير ذلك رسول الله ﷺ حتى أنزلت الآية ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ﴾ فأتى المصطلقون إلى النَّبِيّ ﷺ أثر الوليد بطائفة من صدقاتهم.
وأخرج الطبراني في الأوسط، عَن جَابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله ﷺ الوليد بن عقبة إلى بني وكيعة وكانت بينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بني وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشي القوم فرجع إلى رسول الله ﷺ فقال : إن بني وكيعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة فلما بلغ بني وكيعة الذي قال الوليد أتوا رسول الله ﷺ فقالوا : يا رسول الله لقد كذب الوليد، قال : وأنزل الله في الوليد ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق﴾ الآية.
وأخرج ابن راهويه، وَابن جَرِير والطبراني، وَابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : بعث النَّبِيّ ﷺ الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق يصدق أموالهم فسمع بذلك القوم فتلقوه يعظمون أمر رسول الله ﷺ فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فرجع إلى رسول الله ﷺ فقال : إن بني المصطلق منعوا صدقاتهم فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله ﷺ فقالوا : نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله بعثت إلينا رجلا مصدقا فسررنا لذلك وقرت أعيننا ثم إنه رجع من بعض الطريق فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ورسوله ونزلت !