الهدى والسعادة صيره إلى ما ابتدأ عليه خلقه كما فعل بالسحرة ابتدأ خلقهم على الهدى والسعادة حتى توفاهم مسلمين وكما فعل إبليس ابتدأ خلقه على الكفر والضلالة وعمل بعمل الملائكة فصيره الله إلى ما ابتدأ خلقه عليه من الكفر، قال الله تعالى ﴿وكان من الكافرين﴾ البقرة الآية ٣٤.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿كما بدأكم تعودون﴾ يقول : كما خلقناكم أول مرة كذلك تعودون.
وأخرج ابن أبي شيبة، وَابن جَرِير، وَابن المنذر عن الحسن في قوله ﴿كما بدأكم تعودون﴾ قال : كما بدأكم ولم تكونوا شيئا فأحياكم كذلك يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ﴿كما بدأكم تعودون﴾ قال : خلقهم من التراب وإلى التراب يعودون، قال : وقيل في الحكمة : ما فخر من خلق من التراب وإلى التراب يعود وما تكبر من هو اليوم حي وغدا يموت وإن الله وعد المتكبرين أن يضعهم ويرفع المستضعفين، فقال ﴿منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى﴾ طه الآية ٥٥ ثم قال ﴿فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون﴾


الصفحة التالية
Icon