قال : يقول المنافق : لم أسمع كاليوم قط، والله لقلما جرى نهر قط إلا كان له نبات فسله هل لذلك النهر نبات فقال الأنصاري : يا رسول الله هل لذلك النهر نبات قال : نعم، قال : ما هو قال : قضبان الذهب، قال : يقول المنافق : لم أسمع كاليوم قط والله ما نبتت قضيب إلا كان له ثمر فسله هل لتلك القضبان ثمار فسأل الأنصاري قال : يا رسول الله هل لتلك القضبان ثمار قال : نعم اللؤلؤ والجوهر، فقال المنافق : لم أسمع كاليوم قط فسله عن شراب الحوض فقال الأنصاري : يا رسول الله ما شراب الحوض قال : أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من سقاه الله منه شربة لم يظمأ بعدها ومن حرمه لم يرو بعدها.
وأخرج ابن سعد عن الكلبي وأبي بكر بن قيس الجعفي قالا : كانت جعفى يحرمون القلب في الجاهلية فوفد إلى رسول الله ﷺ رجلان منهم قيس بن سلمة وسلمة بن يزيد وهما أخوان لأم فأسلما فقال لهما رسول الله ﷺ بلغني أنكما لا تأكلان القلب، قالا : نعم، قال : فإنه لا يكمل إسلامكما إلا بأكله، ودعا لهما بقلب فشوي وأطعمه لهما، فقالا : يا رسول الله إن أمنا مليكة بنت الحلو كانت تفك العاني وتطعم البائس وترحم الفقير وإنها ماتت وقد وأدت بنية لها صغيرة فما حالها فقال : الوائدة والموءودة في النار، فقاما مغضبين، فقال : إلي، فأرجعا