﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (ي: ٢٥٨)
وكذلك فى مخاطبته ربه - جل جلاله -: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (ي: ٢٦٠)
وكان فيها آخر آية أنزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ (ي: ٢٨١)
فجمع فيها بين التقوى والبعث.
وكثير مما جاء من تشريعات لا يقبله إلا من آمن بالغيب وأيقن بالبعث من نحو تشريعات الإنفاق صدقة أو قرضاً، وتشريع حرمة الربا وتشريع فريضة الصيام والحج بل أنَّ الحديث عن أركان الإسلام: (الصلاة والزكاة والصيام والحج) لم يجمع القول فيه مبسوطاً فى سورة كمثل جمعها هنا.
وهى أركان مبنية على الإيمان بالغيب والبعث، ومثل ذلك ما اعتنت السورة بذكره من أمر الجهاد، ولا يُقْدِمُ عليه إلاَّ من آمن بالغيب والبعث وأيقن بهما.
فأنت تجد أنَّ مطلع السورة قد جعل من خصال المتقين الذين كان الكتاب الكامل الحق لهم هدى الإيمان بالغيب الشامل كلَّ هذه الفرائض كما أنَّ المَطْلَعَ قد عُنِيَ بصفة إيمانهم بما أنزل من قبل وإيقانهم باليوم الآخر.