فإنَّه إذاماكان فى المطلع، والافتتاح إسهام، وأرصاد، وإنباء بما يتضمنه الكلام من مقاصد، فإن فى مقطع التلاوة، ومختتمها استجماعَ معانى الكلام، واكتنازَ مقاصده، فهو آخر ما يسمع، فوجب أن يكون كنزا جامعا لمعانيه ومقاصده. ومن ثَمَّ عُنِىَ أهل الأدب به. (١)
فى الذكر الحكيم خاتمة السورة كمطلعها «فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - ختمَ كلَّ سورةٍ من سوره بأحسن ختامٍ، وأتمها بأعجبِ إتمام ختامًا يطابق مقصدها، ويؤدي معناها» (٢)
ومقطع تلاوة كلِّ سورة يقابل مطلعها، فقد يكون ذلك المقطع هو خاتمة السورة وقد يكون آخر خاتمتها، فإذا نظرنا فى سورة "البقرة" فى ضوء ما سبق أن ذكرناه فى الحديث عن مطلعها ألفينا أنَّ مقطعها هو خاتمتها بخلاف مطلعها، فهو أول مقدمتها، فإنَّ مقدمتها من أولها إلى آخر الآية العشرين أما خاتمتها، فهى من قوله - جل جلاله - ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة: ٢٨٤)
إلى آخر السورة.

(١) - في كلية اللغة العربية بالمنوفية بحث للعالمية (الدكتوراه) موضوعه خاتمة القصيدة العربية للدكتور: " حسين عبد الوهاب "المدرس في قسم الأدب. ومن قبله نشر الصديق " كاظم الظواهري" الأستاذ في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالمنوفية بحثًا عنوانه (خاتمة القصيدة العربية ودلالاتها التاريخية والفنية) في حولية الكلية العدد السادس سنة ١٤٠٦، ونحن نفتقر إلى دراسة مستوعبة مدققة لخواتيم السور القرآنية وعلاقتها بالمطالع وعلاقتها أيضًا بالمقاصد، وهو باب لا يصلح فيه إلا الاستيعاب التام للخواتيم.
(٢) - العلوي: الطراز: ٣/ ١٨٣


الصفحة التالية
Icon