وجاءاسمه (الحكيم) سبع مرات اقترن بالعليم مرة واحدة، وبالعزيز ست مرات.
واسمه (الواسع) لم يتكرر في سورة غير البقرة، ولم يقترن في البقرة باسم آخر غير العليم، بل لم يقترن باسم آخر في القرآن الكريم إلا مرة واحدة باسمه الحكيم في سورة النساء:... ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاً ً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً﴾ (النساء: ١٣٠)
واسمه (الشاكر) لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين في البقرة، وآية النساء.
واسمه (الغفور) جاء فى سورة (النساء) عشر مرات وجاء فيها اسمه (الرحيم) ثلاث عشرة مرة.
وإسمه (الرحمن) جاء فى سورة (مريم) ست عشرة مرة.
وجاء إسمه (العزيز) فى سورة (الشعراء) تسع مرات
ومثل هذا الاستبصار رافد من روافد فقه الروح المهيمن على بيان السورة، فاذا مالا حظنا معه أمراً آخر هو اقتران بعض الأسماء مع بعض على نحو فريد فى بعض السور كان ذلك أيضاً معينا على معرفة معالم المقصود الأعظم، فاسمه (العزيز الرحيم) لم يأت على ذلك النحو كمثل ما جاء فى سورة (الشعراء) بل لم يرد فيها إسمه (العزيز) أو اسمه (الرحيم) ألا مقترنين مع تقديم (العزيز) على (الرحيم) على الرغم من أن الذى هو شائع فى القرآن الكريم اقتران إسمه (العزيز) باسمه (الحكيم).
ومن الجدير بالملاحظة أنَّ كلمات الأسرة اللغوية إذا ما تكاثر تواردها فى سورة ما كان فى هذا آية على هيمنة ما تلتقى عليه تلك الكلمات دلاليا على موضوع السورة، ذلك أنَّ حشد مفردات هذه الأسرة اللغوية وتَجْييشها في سورة واحدة لن يكون عملاً عقيماً أو عابثاً، فهو تنزيل من عزيز حكيم عليم حميد.
إذا نظرنا فى سورة (البقرة) ألفينا أن فى معجمها اللغوى كلمات قد تواردت على نحو لم يكن فى غيرها، وهى مفردات تتناسل من رحم مقصودها الأعظم الذى أشرت إليه من قبل، وهى فى الوقت نفسه مفردات تتجاوب مع مفردات مطلع السورة.


الصفحة التالية
Icon