المقدمة: (ى/١-٢٠) : فى التعريف بشأن هذا القرآن الكريم وبيان أن ما فيه من هداية قد بلغ من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم، وإنَّما يعرض عنه من لا قلب له، أو من كان فى قلبه مرض وقد فصل القول فيما اشتملت عليه تلك المقدمة من معان.
(المقصد الأول: من مقاصد سورة البقرة) :
دعوة الناس كافة إلى اعتناق الإسلام جاءت فى خمس آيات (ى: ٢١-٢٥) لخصت فيها أركان الدعوة من أمر بالإيمان بالله - سبحانه وتعالى - وحده والإيمان بكتابه والأمر باتقاء العذاب وبابتغاء الثواب.
ثم كانت أربع عشرة آية (ي: ٢٦-٢٩) مفصلة ما جاء فى المقدمة مجملاً من وصف القرآن الكريم بأنَّه هدى وبيان طريقته فى الهداية، وقد أبرز وشائج القربى بين ما فى المقدمة: (ي: ١-٢٠) وما فى هذه الدرة الفاصلة فى عقد نظام السورة بين آيات المقصد الأول (ي: ٢١- ٢٥) وآيات المقصد الثانى (ي: ٤٠-١٦٢) وفى الوقت نفسه مبينا وشائج القربى بين هذه الفاصلة وبين آيات المقصد الأول بأركانه الثلاثة، وكيف أنَّ هذه الفاصلة ختمت حديثها بالمخالفين، كما ختمته المقدمة، وذلك تمهيدا للانتقال مرة أخرى إلى نداء فريق منهم ودعوتهم إلى الاسلام فى فاتحة المقصد الثانى: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة: ٤٠)
مثلما استفتح المقصد الأول بنداء الناس كافة ودعوتهم إلى الاسلام:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: ٢١)
فكل من المقصد الأول والثانى مستفتح بالنداء والدعوة إلى الإسلام.