(المقصد الثانى) من مقاصد السورة فى دعوة أهل الكتاب دعوة خاصة إلى ترك باطلهم والدخول فى هذا الدين الحق وجاء ذلك فى ثلاث وعشرين ومائة آية (ي: ٤٠ – ١٦٢) فالسورة " مدينة " وفى المدينة النبويّة اليهود أشد الناس عداوة للإسلام، فكان من المقتضى العناية بدعوتهم خاصة إلى الإسلام، ودحض أباطيلهم، فدعاهم، وذكرهم بالنعمة، وطالبهم بالوفاء بالوعد، وفصل لهم ذلك الوعد وبيّن لهم نعم الله - سبحانه وتعالى - عليهم. (ي: ٤٠ – ٤٨)
ثُمَّ بين سالفتهم وتاريخهم (ي: ٤٩-٧٤) وكشف أحوال المعاصرين منهم للبعثة (ي: ٧٥-١٢١)، وذكرقدامى المسلمين من لَدُن سيدنا (إبراهيم) - عليه السلام - (ي: ١٢٢ - ١٣٤) ؛ ليكون فى ذكرهم قدوة وباعثا على الاستجابة لدعوة الحق من بعد أن دحض أباطيل بنى اسرائيل.
ثمَّ ذكر حاضر المسلمين وقت البعثة (ي: ١٣٥-١٦٢) بيانا لتعالق الخلف بالسلف، فأمّة سيدنامحمد - ﷺ - هى امتداد لأمة أبى الأنبياء إبراهيم - عليه السلام -.
(المقصد الثالث من مقاصد السورة) (ي: ١٦٣ – ٢٨٣)
معقود لعرض شرائع الإسلام عرضها مفصلا، فالسورة مدينة متكفلة بتأسيس أصول التشريع السلوكي في ذلك العهد المدني (ي: ١٦٣-٢٨٣)
وقد جعل لهذا المقصد الرئيسي من مقاصد السورة مدخلاً اشتمل على خمس عشرة آية (ي: ١٦٣ - ١٧٧) ليكون ذلك المدخل توطئة لما تفصله آيات المقصد من شرائع الاسلام فى (ست ومائة آية) :(ي: ١٧٨ - ٢٨٣) تفصيلا يرسم نظام العمل للمؤمنين فى شتَّى مناحى الحياة فى شأن الفرد والأسرة والأمة.
وقد استفتح ذلك بأحكام ما يحقق للأمة قوتها وأمنها فى داخلها أحكام القصاص (ي: ١٧٨ - ١٧٩) ثم توالت أحكام الشريعة مفصلة منسوقة ممزوجة بما يعين على القناعة والرضى بها.
(المقصد الرابع من مقاصد السورة) (ي: ٢٨٤)
فى ذكر ما يبعث على ملازمة الشرائع ويعصم عن مخالفتها، وقد جاء هذا فى آية واحدة (ي: ٢٨٤) هي من جوامع الكلم في هذا الغرض.