وهذا يقتضى منا ألا يكون التحليل البيانى منتهجا الى تصنيف مسائل التقديم... والتشبيه... والتجنبس... الخ كل فى باب بل يحلل كل أسلوب فى سياقه ثم تجمل خصائص كل معقد المعنوية والأسلوبية حتى تستكشف الأساليب التى قامت ببناء معاني ذلك المعقد وتصويرها وتحبيرها حتى إذا فرغ التحليل من معاقد وفصول السورة كلّها استطاع أن يصنف الأساليب فى وحدات بل استطاع أن يستكشف الأساليب الرئيسية في السورة كلّها والأساليب المساعدة وأن يفسّر ذلك فى ضوء المقصود الأعظم والأغراض الكلية التى تندرج فى ذلك المقصود. (١)
***
- مجال التحليل البيانيّ للسورة.
السورة القرآنيّة فى وجودها اللغوى مكونة من عدة عناصر متنوعة، ولكلِّ عنصر صورة صوتية أفرادية أو تركيبية ودلالية ذهنية أو تركيبية أو سياقية وأنماط تكوينية وصور وظلال وعلاقات ووشائج.
وإذا ما كان أىّ بيان يتحقق وجوده الكلّيّ من خلال تمازج عناصره اللفظية والمعنوية أو التركيبية تمازجاً لا يتأتى معه أن يقوم عنصرما بعملِه منعزلاً عن بقية العناصر، أوأن يُستبدل به عنصرٌ أخر، فإنَّ دراسة هذا البيان لا تتأتى إلا باستقصاء التحليل الذى يقتضى دراسة كلّ عنصر فى ذاته وفى وجوده السياقي الجمعيّ.
ولهذا التحليل البياني لصورة المعنى القرآنيّ المتعبّد بترتيلها في السياق السوريّ مجالات عديدة، وهي مجالات متصاعدة في تحقيق الوجود النّصي المكتمل لبناء السورة.