وعبر بكلمة (مدينة) على البقعة نفسها فى قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف: ٨٢)
ومن نحو اصطفاء القرآن الكريم كلمة: (يثرب) فى سياق حكاية مقالة المنفقين فى سورة الأحزاب: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إلاَّ فِرَاراً﴾
(الأحزاب: ١٣)
ولم يرد ذلك فى غيرها. وإن وردت مادة (الثرب) في قول الله - جل جلاله -:
﴿قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (يوسف: ٩٢)
ومن نحو اصطفاء كلمة (إنسان) فى سياقات الذم ولم يصطفها فى مقام تكريم.
وكيف أن الله - عز وجل - لم يصطف البتة فى كتابه إيقاع فعل (الرؤية) على اسم الجلالة (الله) إلا فى سياق إنكاره وقوع ذلك والتوبيخ على طلبه وبيان ضلاله المبين: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ (البقرة: ٥٥)


الصفحة التالية
Icon