مجمل الأمر في هذا أنَّ القائم بالتحليل البيانى للسورة القرآنية فريضة أولى عليه أن يتدبر كلمات السورة كلمة كلمة يسبر أغوار كلّ وجه من وجوهها سبرًا يستكشف به بعض آماد التناغمٍ بين تلك الوجوه وسياقها الجزئى وسياق سورتها.
وذلك يهيىء السبيل إلى أعداد معجم دلاليّ لكلمات القرآن الكريم تفتقر اليه الدراسات البيانية القرآنية وما بين أيدينا من نحو كتاب (المفردات) للراغب وكتاب (عمدة الحفاظ فى تفسير معانى كلمات القرآن الكريم) لأبى العباس السمين (ت: ٧٥٦) ونحو ما هو معروف من كتب علم معرفة الوجوه النظائر انما هو توطئه لصناعة معجم دلاليّ سياقِي لكلمات القرآن الكريم يعنى بوجوه الدلالة فى كل كلمة، وسياق كلِّ وجه ومقامه وما يتلاقى معه فى الكلمات الأخرى وما بينه وبين ما قاربه من الكلمات خارج السياق القرآنى من مفارقات. (١)
وهذا يجعلنا على عرفان بحال كلّ كلمة قرآنية وسنة القرآن الكريم في استخدامها لتحقيق مقاصده ليكون لنا من ذلك زادٌ في سفرنا إلى مرضاة ربنا - عز وجل -، فنعرف للكلمات حقوقها وحدودها، فلا نستخدم الكلمة في غير ما يجب أو يِجْمُل استخدامها فيه:
وللدكتور:" السيد محمد سلام " الأستاذ المساعد في الكلية نفسها دراسة في الفعلين: (أعطى وآتى في القرآن الكريم) نشرها في حولية الكلية، وهو يَعْدُو على منهاج شيخه تدقيقًا وإحسانا. ومثل هذه الدراسات خطوة طيبة في طريق إعداد (المعجم البياني السياقي لكلمات القرآن الكريم) ولعل الله - عز وجل - يعين أهل العلم ببيان كتابه على إكماله وإتقانه