روى البخاري - رضي الله عنه - في كتاب (الرقائق) من صحيحه بسنده عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - ﷺ - قَالَ «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ». (حديث رفم (٦٤٧٨)
ألا ترى كيف أخذت الصاعقة بني إسرائل إذ قالوا: ﴿أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾ (النساء: من الآية١٥٣) فلم يحسنوا اختيار الكلمة في طلبهم، فنعت الله - سبحانه وتعالى - فعلهم بأنّه ظلم، فكانت تلك عقباهم.
لذا كانت صناعة مثل هذا المعجم البيانيّ السياقيّ لكلمات القرآن الكريم فريضة لازمة لازبة ومن النصيحة لكتاب الله - عز وجل -.
هذا وإن بدا عسيرا، فإنّه غير عقيم إنه ييمنحك - أيضًا - زادًا كريمًا مجيدًا في رحلتك المديدة إلى فقه المعنى القرآني وفهمه من السورة، وإذا امتلأ قلبك بالفقه والفهم عن الله - سبحانه وتعالى - في هذا، فإنَّك في جنّات النعيم، وإن كنت حافِي القدمين طاوي البطن أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه أهل الدنيا لمثله، لكنَّك عند ربك ذي الجلال والإكرام لو أقسمت لأ برّ قسمك.
صاحب القرآن الكريم تلاوة وتدبرًا وتأدُّبا في جنة عرضها السموات والأرض في حياته على الأرض، من قبل أن يكون فيها يوم القيامة، فيقال له:" اقرأ وارتق ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها " (سنن أبي داود: الوتر- استحباب الترتيل في القراءة)
***
- ثانياً: التحليل البيانيّ للتراكيب.