«إعلم أن ليس النظم الا أن تضع كلامك الوضع الذى يقتضيه (علم النحو) وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت، فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التى رسمت لك، فلا تخل بشى منها، وذلك أنَّا لا نعلم شيئاً يبتغيه الناظم بنظمه غير أن ينظرَ فى وجوه كلِّ بابٍ وفروقه.
فينظر فى (الخبر) إلى الوجوه التى تراها فى قولك " زيد منطلق" و" زيد ينطلق " " وينطلق زيد " و" منطلق زيد " و" زيد المنطلق " و" المنطلق زيد " و" زيد المنطلق "و" زيد هو منطلق "
وفى (الشرط والجزاء) إلى الوجوه التى تراها فِي قولك: " إن تخرج أخرج " و" إن خرجت خرجت "و" إن تخرخ فإنا خارج "و" أنا خارج إن خرجت "و" أنا إن خرجت خارج "
وفى (الحال) إلى الوجوه التى تراها فى قولك:" جاءنى زيد مسرعاً " و" جاءنى يسرع "و" جاءنى وهو مسرع " أو " وهو يسرع "و" جاءنى قد أسرع "و" جاءنى وقد أسرع ".
فيعرف لكل من ذلك موضعه ويجىء به حيث ينبغى له.
وينظر فى (الحروف) التى تشترك فى معنى، ثم ينفرد كل واحد منها بخصوصية فى ذلك المعنى، فيضع كلا من ذلك فى خاص معناه، نحو أن يجىء"بـ (ما) فى نفى الحال، بـ (لا) اذا أراد نفى الاستقبال وبـ (أن) فيما يترجح بين أن يكون وأن لا يكون وبـ (إذا) فيما علم أنه كائن. (١)

(١) - لأستاذي " محمود موسى حمدان" دراسة نال بها درجة العالمية في بلاغة القرآن الكريم من كلية اللغة العربية بالقاهرة بإشراف شيخنا " محمد أبو موسى " سنة: ١٤٠٩ موضوعها: مواقع التقييد بأدوات الشرط: إن وإذا ولو في القرآن الكريم، وهي دراسة لا يستغني عنها أهل العلم ببيان القرآن الكريم، ولعلّه يوفق إلى نشرها في طلاب العلم، فقد قيل إن علمًا لا يُعَّلم كحكمة لايعمل بها.


الصفحة التالية
Icon