- ثالثاً: التحليل البياني للصورة البيانية.
الصورة البيانية فى القرآن الكريم جزء من التصوير القرآنيّ لمعانيه، فانَّ التصوير الذى هو تشكيل المعنى إنَّما هو متعدد العناصر، بل إنَّ كلَّ عنصر من عناصر البيان هو فى حقيقته عنصر فى بناء صورة المعنى.
الصورة القرآنية في مفهومها العام هى: الهيئة التى تكون عليها الكلمات والعبارات بما فيها من سمات صوتيةٍ وتكوينية ودلالية فى سياق من سياقات القول المبين عمَّا يحقق به المرء عباديته الخالصة.
فهى كل ما يحقق للمعنى هيئة فى نفس الملتقى تختلف عن هيئة غيره، فكل ما شارك فى تكوين هذه الهيئة هوعنصرمن عناصرالصورة (١)
وبذلك لا تنحصر الصورة فيما عرف عند البلاغيين المتأخرين بالتشبيه والمجاز والكناية. بل يشمل " تصاريف الكلمات في النظم والضمّ، فكلّ تعلق أو احتكاك بين لفظتين يلد لا محالة صورة خاصة لمعنى خاص لاينطبق على غيره... " (٢)
وهذا كما ترى مؤسس على قول "عبد القاهر":
وهو بإيجاز شديد - ما يدركه المتأمّلُ في المعاني من فوارق دقيفة وشفيفة بين هيآتهها وأشكالها وشياتها وملامحها، وأشياء كثيرة غامضة يفترق بها المعنى في الذهن عن المعنى، وتكون له في النّفسِ بها هيأة لا تكون لغيره، وهذا ما سماه العلماء " الصورة" (ص ٦٩ - دراسة في البلاغة والشعر - مكتبة وهبة - القاهرة: ١٤١١
(٢) - دراسة في البلاغة والشعر: ٧٢، وانظر دلائل الإعجاز: ص ٢٥٨