ويقول - جل جلاله -: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (فصلت: ٣٩)
يذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك من قبيل المجاز المُقَرِّبِ للحقيقة فى همود الأرض وخشوعها وإهتزازها وربوها وأحيائها.
يقول "الزمخشرىّ" فى آية فصلت: «الخشوع: التذلُّل والتقاصر، فأستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لانبات فيها، كما وصفها بالهمود فى قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً﴾ وهو خلاف وصفها بالاهتزاز والربو وهو الارتفاع إذا أخصيت وتزخرفت بالنبات كأنها بمنزلة المختال فى زيه وهى قبل ذلك كالذليل الكاسف البال فى الأطمار الرثّة» (١)
هذا إن قُبِلَ منه في زمانه، فلا يقبلُ منَّا فِي زَمَانِنَا الذي انتهى فيه العلم الموضوعيّ إلى أنَّه يكون من الأرض فى جدبها حالة وفى خصبها وإنباتها آخرى غيرها هى إهتزاز وربّو وحياة.

(١) - الزمخشري: الكشاف: ٣/٤٥٤، ومثل هذا تراه في (نظم الدرر للبقاعي: ٦/ ٥٧٧، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور - ج ٢٤/ ٣٠٢،


الصفحة التالية
Icon