الحق الذى أراه أن يكون ثَمَّ منهجٌ خاصٌّ بفقه بيان القرآن الكريم ولا سيما ما يعرف بالتصوير البيانى، هذا المنهج يستحضر فى القلب كمال قائله - سبحانه وتعالى - في كل خطوة، واستحضار أن ما يقتضى الأدباء المبدعين إلى ارتكاب التصوير المجازى من ذواتهم وموضوعات إبداعهم لا وجود له البتة مع الله - سبحانه وتعالى -.
وإذا ما كان القرآن الكريم أنزل تبياناً لكلِّ شىءٍ متعلق بما يرضاه الله - جل جلاله - منَّا، فأمرنا به، وما لايرضاه، فنهانا عنه، فهذا البيان وأن اقتضَى أن يكون بلسان المخاطبين به في عصر التنزيل، وعلى مذهبهم ومنهاجهم، فإنّ ذلك فيما يتعلق ببناء المعنى ونهج صورته التعبيرية أما مناهجهم فى تخيّل ما لا يعلمون أو يعرفون فإنَّ ذلك ليس من سنة بيان القرآن الكريم، فانَّ الله - سبحانه وتعالى - عليم بكلِّ الأشياء بحقائقها، وعليم أيضاً بلغة المخاطبين بالقرآن الكريم، وعليم بأنَّ صورة معنى الكلمة تختلف باختلاف ما تسند أو تضاف إليه، وهذا أساس بيانى قائم على أن معانى الكلمات قائمة على مركز دلالي وفضاء دلالي: المركز الدلالى أسٌّ ثابت مكتسبٌ من جذرها الاشتقاقى، أمَّا الفضاء الدلاليّ، فهو مفتوح، فتتغير دلالة الكلمة بتغيّر ما يلحق بها أو تضاف اليه.
***