﴿أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) ﴾
فإنَّها مدنيّةٌ نزلت فى قتلى قريش يوم بدر. (١)
وسورة (النُّور) مدنية كلها إجماعا.
وغير خفى أنَّ سياق المكيَّة غير سياق المدنيَّة.
سورة (إبراهيم) - عليه السلام - المكية «موضوعها الأساسيّ هو موضوع السور المكية الغالب عليه العقيدة فى أصولها الكبيرة: الوحى والرسالة التوحيد والبعث والحساب والجزاء. وهذا تراه مبنيًا على ما جاءت به سورة الأنعام، فإنها رأس السور المكية في هذا، ومعاني السّور المكيّة تبنَى على معانيها في هذا الباب، مثلما معاني السّور المدنيّة مبنيّة على ما جاء في سورة (البقرة)، فمنزل سورة (الإنعام) من السُّور المكيّة كمثل منزل سورة البقرة من السور المكية (٢)

(١) - البقاعي: مصاعد النظر: ٢/١٩٦، ٣٠٩
(٢) يقول أبو إسحاق الشاطبيّ (ت: ٧٩٠) :«المدنيّ من السور ينبغي أن يكون منزَّلا في الفهم على المكيّ، وكذلك المكيّ بعضه مع بعض، والمدني بعضه مع بعض، على حسب ترتيبه في النزول...
وأوّل شاهد على هذا أصل الشريعة، فإنّها جاء ت متممة لمكارم الأخلاق، ومصلحة لما أفسد قبل من ملّة أبراهيم - عليه السلام -.
ويليه تنزيل سورة " الأنعام" فإنّها نزلت مبينة لقواعد العقائد، وأصول الدين، وقد أخرج العلماء منها قواعد التوحيد....
ثُمَّ لمَّا هاجر رسول الله - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا - إلى المدينة كان من أوَّلِ ما نزل عليه سورة "البقرة"، وهي التي قررت قواعد التقوى المبنية على قواعد سورة "الأنعام" فإنها بينت من أقسام أفعال المكلفين جملتها، وإن تبيّن في غيرها تفاصيل لها... فغيرها من السور المدنية المتأخرةعنها مبنيّ عليها، كما كان غير " الأنعامِ " من المكيّ المتأخر عنها مبنيًا عليها، وإذا تنزلت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القُذّة بالقُذَة... " (الموافقات: ٣/٤٠٦-٤٠٧)


الصفحة التالية
Icon