وقد نزل القرآنُ الكريمُ جملة فى اللوح المحفوظ، وذلك اللَّوح هو الذى أودع الله - عز وجل - كلَّ شىء فيه: ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ (القمر: ٥٣)
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ (الأنعام: ٣٨)
التنزيل الثانى: من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا جملة واحدة فى ليلة القدر ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (القدر: ١)
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ١٨٥)
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان: ٣)
وروى الحاكم بسنده فى المستدرك عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال:
«فُصِلَ القرآنُ مِن الذِّكْرِ فوضِعَ فى بيت العِزَّةِ من السَّماء الدُّنيا، فجَعَلَ جبريلُ ينزل به على النبى - ﷺ - يُرتِّلة ترتيلا» (المستدرك: التفسير – أنزل القرآن جملة واحدة – حديث رقم: ٢٨٨١/١٠)
وروى الحاكم فى المستدرك والبيهقى فى الأسماء والصفات، والطبرانى فى (الكبير) عن ابن عباس - رضِيَ اللهُ عَنْهَما - فى قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر: ١)