قال: «أُنْزِلَ القرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ القَدْرِ إلَى السَّماءِ الدُّنيَا وَكانَ بِمَواقِعِ النُّجُومِ، وكانَ ينزل على رسُولِه - ﷺ - بعضَه فى أثَرِ بعض... » (المستدرك الكتاب السابق – حديث: ٢٨٧٨/٧)
وفي تفسير "ابن جرير سورة (القَدْرِ) فيضٌ من الأحاديث الموقوفة المؤكدة ذلك المعنى.
وإذا ما كان هذا موقوفا على سيدنا " ابن عباس" - رضِيَ اللهُ عَنْهَما - فإنَّ ما هو موقوف على الصحابى فيما لا مجال فيه للرأى كالمرفوع؛لأنَّه لن يقول صحابى فى هذا من عند نفسه بل لابد أن يكون قد سمعه من النبيّ - ﷺ - (١).
التنزيل الثالث: من بيت العزة إلى رسول الله - ﷺ - فى ثلاث وعشرين سنة بدأت بليلة القدر: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً﴾ (الاسراء: ١٠٦)
﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ (الشعراء: ١٩٢-١٩٥)
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (الفرقان: ٣٢- ٣٣)
فالتنزيل الثالث كان منجَّما على حسب الأحداث والوقائع وفى هذا ضرب من ضروب التربية للأمَّة ومعالجة لأحوالها.
فكان للقرآن الكريم سياقٌ تنزيلِىّ تاريخى اقترنت فيه الآيات نزولا بملابسات ووقائع فى السياق الاجتماعى للأمَّة زمن البعثة.

(١) - ينظر: الزرقاني: مناهل العرفان في علوم القرآن ج١ ص٤٣-٤٧- ط: عيسى الحلبي


الصفحة التالية
Icon