وروى - رضي الله عنه - في كتاب التفسير من صحيحه بسنده عَنْ أَبِى سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّى فِى الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِى رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى كُنْتُ أُصَلِّى. فَقَالَ «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ) ثُمَّ قَالَ لِى: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِىَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِى الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ «لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِىَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ» ؟. قَالَ: « (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِىَ السَّبْعُ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِى أُوتِيتُهُ» (حديث: ٤٤٧٤)
ومثله فى الموطأ للأمام مالك - رضي الله عنه - من حديث أبى ابن كعب - رضي الله عنه - ولأبى داود - رضي الله عنه - والدَّارمى - رضي الله عنه - عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - ﷺ -: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثانى".
وأمُّ كل شىءٍ أصلُه، فهى أصل القرآن الكريم والجامعة معانيه، ولعلَّه لذلك وجب أن تقرأ فى كل ركعة من الصلاة:
روى مسلم - رضي الله عنه - في كتاب الصلاة من صحيحه بسنده عن عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ -: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْتَرِئْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ». (حديث: ٩٠١)