وفى رواية له بسنده عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - ﷺ - قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهْىَ خِدَاجٌ - ثَلاَثاً - غَيْرُ تَمَامٍ». فَقِيلَ لأَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ. فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِى نَفْسِكَ، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ - يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ
فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِى عَبْدِى
وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى.
وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِى عَبْدِى - وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى –
فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ.
فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ»
. (حديث: ٩٠٤)
فهذا دال على أنَّ قوله - سبحانه وتعالى - ﴿إِيَّاك نَعْبُدُ وَإِيَّاك نَسْتَعين﴾ هو مِحْوَرُ المعنى لأم الكتاب، وهو فى الوقت نفسه محور المعنى القرآنيّ كلّه فجميع معانى القرآن الكريم منبثقة من هذه الأية التى هى مفتاح المعنى القرآني كله. والتى كان فيها المقصود الأعظم للقرآن الكريم وهو (جمع العباد على الله جمع عبادة واستعانة)
وكانت سورة " الفاتحة " بالنسبة للقرآن الكريم كلّه بمنزلة مكة من قرى الأرض ومدتها فهى أم القرى:


الصفحة التالية
Icon