﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (الأنعام: ٩٢)
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى: ٧)
يقول الراغب الأصفهانى:" ويقال لكلِّ ماكان أصلا لوجود شئ أو ترتيبه أو إصلاحه أو مبدئه " أمّ ".
قال الخليل: كل شئ ضم إليه سائر مايليه يسمى أما"
وقد ثبت علميا أن (مكة) هى مركز الأرض فهى أم القرى ومحور أقطارها (١) وكذلك الفاتحة هى محور القرآن الكريمِ كله والجامعة معانيه، فكلُّ معانيه مرتبطة بسورة الفاتحة وبمحورها {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
ثم تأتى السور من بعدها بدأ من سورة (البقرة) لتفصل الإجمال والإحكام لمعنى القرآن الكريم الذى اشتملت عليه سورة الفاتحة، وهذا يفسِّر وجها آخر من قول الله - سبحانه وتعالى -:
﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (هود: ١)
فكلّ معنى في كلِّ سورة ولاسيما المعاني الكليّة وثيق الاعتلاق والانتساب إلى سورة (أم القرآن) على اختلاف درجات ظهورالاعتلاق والانتساب.