ولِكُلِّ سورة موقع على مَدْرَجَة سياق المعنى الكُلِّىِّ للقرآن الكريم وهى مدرجة متصاعدة، فإذا المعنى القرآني فى حركة نمَاءٍ متكامِلٍ، فكلُّ سورة تتلو أخرى يكون فيها من المعانى الكلية والجزئية ماهو مؤكِّدٌ ما سبق تأسيسُه فى السابق وتأسيسُ ما هو مُكْمِلٌ ما سبقه حتى يصل المعنى القرآني إلى ذروته فى سورة (الإخلاص) و (المعوذتين) وقد نصَّت السنّة المطهرة على أنَّ منزلة البقرة من القرآن الكريم منزلة السنام:
روى الترمزي - رضي الله عنه - في كتاب قضائل القرآن من جامعه بسنده عن أبي هُريْرَةَ - رضي الله عنه - عنِ النّبِيّ - ﷺ - قال: «لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ، وإنَّ سنام القرآنِ سُورةُ البقَرَةِ، وفِيها آيَةٌ هِيَ سَيّدةُ آيِ القرآنِ هي آيةُ الكرسيّ» (حديث رقم: ٢٨٧٨) وفي مسند أحمد (٥: ٢٦) مثله
ونصت السنة أيضا علَى أنَّ " يس " قلب القرآن الكريم:
روى الترمزي - رضي الله عنه - في الكتاب السابق من جامعه بسنده عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: «إنَّ لكلِّ شيءٍ قلبًا وقَلْبُ القرآنِ يس... » (حديث: ٢٨٨٧) وموقعُ السورَةِ على مدرجة السياق الكلّيّ للقرآن الكريمِ به تتبين منزلة كل معنى كُلِّيّ أو جزئِى من معانيها من التأسيس والتأكيد، وبه يتمكن المرء من فقه معانى هذه السورة إذا ما ضَمَّ كل معنى كلىّ أو جزئيّ إلى شكله وقرينه من المعانى السابقة على مدرجة السياق القرآني.
وفى تحديد موقع السورة من مدرجة سياق المعنى القرآنيّ لتحديد معانيها الكلية والجزئية من التأسيس والتأكيد بعضُ من الصُّعوبة، ولاسيَّما السُّورُ التى تكون بعيدة الموقع من سورة الفاتحة فى السياق الترتيليّ إلاَّ أنَّه ممَّا ييسِّرُ الأمْرَ أنَّ كلَّ سورة لها نوعان من المعانى:
؟ مَعانٍ كُلِّيَّةٌ هى معاني المعاقد والنجوم التى تتكون منها السورة.


الصفحة التالية
Icon