ومعانٍ جزئيَّةٌ هى معانى الجمل والأيات فى كل نجم ومعقِدٍ من معاقِدِ معانى السورة ونجومها.
وحين تكون السورة قريبة من سورة " الفاتحة " فأنَّه من اليسير رَدُّ المعانى الكلية والجزئية بما ترتبط به من معانى السورة السابقة عليها، بل ومن غير العسير ردّ المعانِي الكُليّة إلى ماترتبط به من سورة الفاتحة.
أمَّا السُّور التى تقارب نهاية السِّياق الترتيليّ من القرآن الكريم، فإنَّ ردَّ معاقد المعاني وهي المعاني الكليّة إلى ماسبقها كافٍ فى تِبيان موقع السورة على مدرجة المعنى الكليّ للقرآن الكريم.
وهذه المرحلة وإنْ كان فيها من الصّعوبة غيرُ قليلٍ إلاَّ أنَّ لها من الأثر والمنزلة فى فقه معنى السورة ومنهج بنائها هذا علاوة على أنَّ فيها بيانًا لتناسب سور القرآن الكريم، وذلك التناسب ضربٌ من إحكام القرآن الكريم لايقلُّ البتّة عن تناسب آيات السُّورة الواحدة.
" وهو من أبواب البلاغة العالية التى تََرُوعُ من غير أن تكون داخلة تحت مصطلح من مصطلحات مُتُونِ علم البلاغة؛ لأنَّها علاقات معان تتفق، وتختلف، وتتقارب، وتتباعد، ولها فى تقاربها وتباعدها درجات.
كلُّ ذلك بتدبيردقيق، واعتبارات، وسياقات، ومقامات منها ظاهر وخفى (١)
وهذا الضرب من العلم يمكن أن نُسْلِكَه فى الغرض الأعظم الذى أقام عليه "عبد القاهر" كتابه العظيم (أسرار البلاغة) يقول الامام رحمه الله:

(١) - شيخنا أبو موسى: من أسرار التعبير القرآنيّ ص ٢٤-٢٥ – ط: ١٤١٢- مكتبة وهبة


الصفحة التالية
Icon