وعلاقته بسورة "إبراهيم" - عليه السلام - توافد عليك من لطائف المعاني ما لم يكن لك من قبل: خواتيم النحل تجهر ببيان منهاج الدعوة لإخراج النَّاس من الظلمات إلى النور الذي أنزل الكتاب إلى النبيّ - ﷺ - من أجله: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم * الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (إبراهيم: ١)
﴿هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (إبراهيم: ٥٢)
فعلاقة سورة (النحل) بسورة (إبراهيم) - عليه السلام - من جهة غير التي كانت للنحل بسورة "الحجر"، فألمح " السيوطي " إلى شيءٍ من ذلك.
والذى يقتضية المقام أن يكون النظر فى علاقة السورة بما قبلها أنفذ فى معاقد المعانى الكلية فى كل سورة بحيث تستكشف العروة الوثقى فى كل معقد من معاقد كل سورة.
يقول شيخنا: " لاشك أننا إذا درسنا ترتيب (الطواسيم) وعلاقات المعاني التي فى هذه السور الثلاث: (الشعراء، النمل، القصص) فإنَّنا واجدون - لا محالة - بابًا من أبواب البلاغة الغائبة.