{بِسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرحِيمِ* الم * تَنْزِيلُ الكِتابِ لارَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العَالَمينَ) (السجدة: ١-٢)
وتنتهي هذه المرحلة بانتهاء سورة " الفتح " التي هي آخر (المئين)
فأوَّلُ كلّ مرحلة حديث عن القرآن الكريم
وآخر كلّ مرحلة سورة من سور الجهاد وانتصار الحق (التوبة- الروم- الفتح)
وتأتي سور (المُفَصَّل) المفتتحة بسورة " الحجرات " - على مذهب البقاعي – (١) والمفصّل مَنْزِلُهُ مَنْزِلُ ملخَّص القرآن، فهي كالختام لمراحل السياق الكلّي للمعنى القرآنيّ الكريم.
يقول "البقاعيّ" في مفتتح تأويله البيان القرآنيّ في سورة (لقمان) :
«مقصودها إثبات الحكمة للكتاب اللازم منه حكمة منزله - سبحانه وتعالى - في أقواله وأفعاله، وقصّة لقمان المسمَّى بها السورة دليل واضح على ذلك كأنّه - سبحانه وتعالى - لمَّا أكمل ما أراد من أوَّل القرآن إلى آخر" براءة " التي هي سورة غزو الروم، وكان - سبحانه وتعالى - قد ابتدا القرآن بعد " أمّ القرآن " بنفي الرَّيب عن هذا الكتاب وأنَّه هدًى للمتّقين واستدلّ على ذلك فيما تبعها من السور، ثُمَّ ابتدأ سورة" يونس "بعد سورة غزو الروم بإثبات حكمته، وأتبع ذلك دليله إلى أنْ ختم سورة الروم، ابتدأ دورًا جديدًا على وجه أضخم من الأول فوصفه في أوّل هذه التالية للروم بما وصفه به في" يونس " التالية لغزو الروم، وذلك الوصف هو الحكمة، وزاد أنَّه هدى وهداية للمحسنين، فهؤلاء أصحاب النهايات، والمتقون أصحاب البدايات

(١) - ينظر في القول بأن (الحجرات) أول المفصّل: البرهان في علوم القرآن للزركشي: ١ / ٢٤٥- ٢٤٦، وهو مذهب ياخذ به غير الجمهور.


الصفحة التالية
Icon