ولمَّا أثبت في" آل عمران " [التالية للبقرة التي هي أوَّل المرحلة الأولى] أنّه أنزل بالحق أثبت في" السجدة " التالية للقمان التي هي أول المرحلة الثالثة] تنزيله ونفي الريب عن أنّه من عنده وأثبت أنّه الحقُّ واستمر فيما بعد هذا من السور مناظرًا في الأغلب لما مضى كما يعرف ذلك بالإمعان في التذكّر والتَّأمُّلِ والتَّدبُّر" (١)
ويقول في مفتتح تأويل سورة (الحجرات) :
«حاصل مقصودها مراقبة النبيّ - ﷺ - في الأدب معه؛ لأنَّها أوَّل المفصّل الذي هو ملخَّصُ القرآن، كما كان مقصود (الفاتحة) التي هي أوَّلُ القرآن مراقبة الله - عز وجل -
وابتدئ ثاني المفصّل بحرف من الحروف المقطّعة، كما ابتدئ ثاني ما عداه [المئين والمثاني] بالحرف المقطَّعة»
(٢)
كذلك يتبيّن تصاعد المعنى القرآني، وتصاعد المقاصد الكلية في السياق الكُلّي للقرآن الكريم، الذي هو أساس عظيم في فقه حركة المعنى القرآني على لاحب سياق التّرتيل، وهو باب من أبواب البلاغة الغنية العَلِيّة التي نفتقر إلى مزيد العناية به.

(١) - نظم الدرر: ٦ / ٣
(٢) – السابق: ٧ / ٢٢٠


الصفحة التالية
Icon