فكان الاعتناءُ باستبصاره واستحضاره هو فى حقيقته سعيٌ الى امتلاك مفاتح خزائن المعنى القرانيّ فى السورة وهو من اللطافة والدّقة ما يُخيّل للنَّاظر العّجِل أنَّ لسورتين من القرآن الكريمِ تقارنتا أو تباعدتا مغزًى ومقصدًا واحدًا، وانَّ لخزائن معانيها مفتاحًا واحدًا اغتررًا بتقارب بعض الجمل والآيات والمعاقد فى السورتين، فلا يَكَادُ يُجْدِي حينَذاك استِفْتَاحُهُ خَزَائنَ المَعَانِي فِي السُّورتَينِ بمفتاحٍ واحدٍ فى استبصار شيءٍ من دقائقِ المعانيِ ورقائِقِها ولطائفِها فى السُّورتين التى بها يرتقى المرء فى مقامات القرب الأقدس.
- - -
- روافد استبصار المقصود الأعظم
استكشاف المغزى والمقصود الكليّ فى سورة يحتاج الى مصابرة ومدارسة فسيحة عميقة متكاثرة الروافد، أشير هنا إلى بعض هذه الروافد التى يمكن أن يُسْتَقَى منها فقهه واستبصاره.
- اسم السورة:
لكلِّ سُورةٍ من القران الكريم اسمٌ تعرف به بين أصحاب القرآن الكريم منذ عصر النبوة الماجد، وبعض السور لها أكثر من اسم منها ما هو توقيفِيّ جاء على لسان رسول الله - ﷺ - أو لسان بعض صحابته - رضي الله عنهم - ومنها ما هو اصطلاحى (١)
واسم كل سورة مترجم عن مقصودها؛ لأنَّ اسم كلِّ شئ تلحظ المناسبة بينه وبين مسماه، عنوانه الدَّال بالإجمال على تفصيل ما فيه (٢)

(١) - تفسير الطبري: ١/٨٤
(٢) - مصاعد النظر: ١/٢٠٩


الصفحة التالية
Icon