"""""" صفحة رقم ٣٦٠ """"""
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وذكر نحو ما تقدم عنه وأخرج البزار عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله ( ﷺ ) فنزلت هذه الآية ) إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا ( قال السيوطي هذا خطأ من البزار وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال اليهود والنصارى لن تقبل توبتهم عند الموت وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال هم اليهود كفروا بالإنجيل وعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد ( ﷺ ) والقرآن وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال إنما نزلت في اليهود والنصارى كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا بذنوب أذنبوها ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب في كفرهم ولو كانوا على الهدى قبلت توبتهم ولكنهم على الضلالة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ) ثم ازدادوا كفرا ( قال نموا على كفرهم وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ) ثم ازدادوا كفرا ( قال ماتوا وهم كفار ) لن تقبل توبتهم ( قال إذا تاب عند موته لم تقبل توبته وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ) لن تقبل توبتهم ( قال تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الأصل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ) وماتوا وهم كفار ( قال هو كل كافر وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس عن النبي ( ﷺ ) قال ( يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به فيقول نعم فيقال له لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك فذلك قوله تعالى ) إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار ( الآية )
آل عمران ٩٢
آل عمران :( ٩٢ ) لن تنالوا البر.....
هذا كلام مستأنف خطاب للمؤمنين عقب ذكر ما لا ينفع الكفار قوله ) لن تنالوا البر ( يقال نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي والنوال العطاء من قولك نولته تنويلا أعطيته والبر العمل الصالح وقال ابن مسعود وابن عباس وعطاء ومجاهد وعمرو بن ميمون والسدي هو الجنة فمعنى الآية لن تنالوا العمل الصالح أو الجنة أي تصلوا إلى ذلك وتبلغوا إليه حتى تنفقوا مما تحبون أي حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها و ( من ) تبعيضية ويؤيده قراءة ابن مسعود ( حتى تنفقوا بعض ما تحبون ) وقيل بيانية ( وما ) موصولة أو موصوفة والمراد النفقة في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات وقيل المراد الزكاة المفروضة وقوله ) من شيء ( بيان لقوله ) وما تنفقوا ( أي ما تنفقوا من أي شيء سواء كان طيبا أو خبيثا ) فإن الله به عليم ( وما شرطية جازمة وقوله ) فإن الله به عليم ( تعليل لجواب الشرط واقع موقعه
الآثار الوارده في تفسير الآيات
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس ( أن أبا طلحة لما نزلت هذه الآية أتى رسول الله ( ﷺ ) فقال يا رسول الله إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة ) الحديث وقد روى بألفاظ وأخرج عبد بن حميد والبزار عن ابن عمر قال حضرتني هذه الآية ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيئا أحب إلي من مرجانة جارية لي رومية فقلت هي حرة لوجه الله فلو أني أعود في شيء جعلته لله لنكحتها فأنكحتها نافعا وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء فدعا بها عمر فقال إن الله يقول ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( فأعتقها عمر وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم إنها لما نزلت الآية جاء زيد بن حارثة بفرس