"""""" صفحة رقم ٢٢٨ """"""
التى أرسلنا إليها رسلنا ) آمنوا ( بالرسل المرسلين إليهم ) واتقوا ( ما صمموا عليه من الكفر ولم يصروا على ما فعلوا من القبائح ) لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ( أي يسرنا لهم خير السماء والأرض كما يحصل التيسير للأبواب المغلقة بفتح أبوابها قيل المراد بخير السماء المطر وخير الأرض النبات والأولى حمل ما فى الآية على ما هو أعم من ذلك ويجوز أن تكون اللام في القرى للجنس والمراد لو أن أهل القرى أين كانوا وفى أي بلاد سكنوا آمنوا واتقوا إلى آخر الآية ) ولكن كذبوا ( بالآيات والأنبياء ولم يؤمنوا ولا اتقوا ) فأخذناهم ( بالعذاب ب سبب ) ما كانوا يكسبون ( من الذنوب الموجبة لعذابهم
الأعراف :( ٩٧ ) أفأمن أهل القرى.....
والاستفهام في ) أفأمن أهل القرى ( للتقريع والتوبيخ وأهل القرى هم أهل القرى المذكورة قبله والفاء للعطف وهو مثل ) أفحكم الجاهلية يبغون ( وقيل المراد بالقرى مكة وما حولها لتكذيبهم للنبي ( ﷺ ) والحمل على العموم أولى قوله ) أن يأتيهم بأسنا بياتا ( أي وقت بيات وهو الليل على أنه منصوب على الظرفية ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى تبيتا أو مصدرا في موضع الحال أي مبيتين وجملة ) وهم نائمون ( في محل نصب على الحال
الأعراف :( ٩٨ ) أو أمن أهل.....
والاستفهام فى ) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( كالاستفهام الذي قبله والضحى ضحوة النهار وهو فى الأصل اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت قرأ ابن عامر والحرميان ) أو أمن ( بإسكان الواو وقرأ الباقون بفتحها وجملة ) وهم يلعبون ( فى محل نصب على الحال أي يشتغلون بما لا يعود عليهم بفائدة
الأعراف :( ٩٩ ) أفأمنوا مكر الله.....
والاستفهام فى ) أفأمنوا مكر الله ( للتقريع والتوبيخ وإنكار ما هم عليه من أمان مالا يؤمن من مكر الله بهم وعقوبته لهم وفى تكرير هذا الاستفهام زيادة تقرير لإنكار ما أنكره عليهم ثم بين حال من أمن مكر الله فقال ) فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( أي الذين أفرطوا في الخسران ووقعوا في وعيده الشديد وقيل مكر الله هنا هو استدراجه بالنعمة والصحة والأولى حمله على ما هو أعم من ذلك
الأعراف :( ١٠٠ ) أولم يهد للذين.....
قوله ) أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ( قرئ نهد بالنون وبالتحتية فعلى القراءة بالنون يكون فاعل الفعل هو الله سبحانه ومفعول الفعل ) أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ( أي أن الشأن هو هذا وعلى القراءة بالتحتية يكون فاعل يهد هو ) أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ( أي أخذناهم بكفرهم وتكذيبهم والهداية هنا بمعنى التبيين ولهذا عديت باللام قوله ) ونطبع على قلوبهم ( أي ونحن نطبع على قلوبهم على الاستبيان ولا يصح عطفه على أصبنا لأنهم ممن طبع الله على قلبه لعدم قبولهم للإيمان وقيل هو معطوف على فعل مقدر دل عليه الكلام كأنه قيل يغفلون عن الهداية ونطبع وقيل معطوف على يرثون قوله ) فهم لا يسمعون ( جواب لو أي صاروا بسبب إصابتنا لهم بذنوبهم والطبع على قلوبهم لا يسمعون ما يتلوه عليهم من أرسله الله إليهم من الوعظ والإعذار والإنذار
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ( قال مكان الشدة الرخاء ) حتى عفوا ( قال كثروا وكثرت أموالهم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فى قوله ) حتى عفوا ( قال جموا وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ) قد مس آباءنا الضراء والسراء ( قال قالوا قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيئا ) فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون ( وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي حاتم عنه في قوله ) ولو أن أهل القرى آمنوا ( قال بما أنزل الله ) واتقوا ( قال ما حرمه الله ) لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ( يقول أعطتهم السماء بركتها والأرض نباتها وأخرج ابن أبي حاتم من طريق معاذ بن رفاعة عن موسى الطائفي قال قال رسول الله ( ﷺ ) أكرموا الخبز فإن الله


الصفحة التالية
Icon