"""""" صفحة رقم ١١٠ """"""
لمضمون الأمر بإقامة الصلاة وذلك لأن تركها كثيرا ما يكون بسبب الإشتغال بالبيع ورعاية حقوق الأخلاء وقد تقدم فى البقرة تفسير البيع والخلال
إبراهيم :( ٣٢ ) الله الذي خلق.....
) الله الذي خلق السماوات والأرض ( أى أبدعهما واخترعهما على غير مثال وخلق ما فيهما من الأجرام العلوية والسفلية والإسم الشريف مبتدأ وما بعده خبره ) وأنزل من السماء ماء ( المراد بالسماء هنا جهة العلو فإنه يدخل فى ذلك الفلك عند من قال إن ابتداء المطر منه ويدخل فيه السحاب عند من قال إن ابتداء المطر منها وتدخل فيه الأسباب التى تثير السحاب كالرياح وتنكير الماء هنا للنوعية أى نوعا من أنواع الماء وهو ماء المطر ) فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ( أى أخرج بذلك الماء من الثمرات المتنوعة رزقا لبنى آدم يعيشون به و ) من ( فى من الثمرات للبيان كقولك أنفقت من الدراهم وقيل للتبعيض لأن الثمرات منها ما هو رزق لبنى آدم ومنها ما ليس برزق لهم وهو ما لا يأكلونه ولا ينتفعون به ) وسخر لكم الفلك ( فجرت على إرادتكم واستعملتموها فى مصالحكم ولذا قال ) لتجري في البحر ( كما تريدون وعلى ما تطلبون ) بأمره ( أى بأمر الله ومشيئته وقد تقدم تفسير هذا فى البقرة ) وسخر لكم الأنهار ( أى ذللها لكم بالركوب عليها والإجراء لها إلى حيث تريدون
إبراهيم :( ٣٣ ) وسخر لكم الشمس.....
) وسخر لكم الشمس والقمر ( لتنتفعوا بهما وتستضيئوا بضوئهما وانتصاب ) دائبين ( على الحال والدؤوب مرور الشيء فى العمل على عادة جارية أى دائبين فى إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره وقيل دائبين فى السير امتثالا لأمر الله والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران ولا ينقطع سيرهما ) وسخر لكم الليل والنهار ( يتعاقبان فالنهار لسعيكم فى أمور معاشكم وما تحتاجون إليه من أمور دنياكم والليل لتسكنوا كما قال سبحانه ) ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله )
إبراهيم :( ٣٤ ) وآتاكم من كل.....
) وآتاكم من كل ما سألتموه ( قال الأخفش أى أعطاكم من كل مسئول سألتموه شيئا فحذف شيئا وقيل المعنى وآتاكم من كل ما سألتموه ومن كل ما لم تسألوه فحذفت الجملة الأخرى قاله ابن الأنبارى وقيل من زائدة أى آتاكم كل ما سألتموه وقيل للتبعيض أى آتاكم بعض كل ما سألتموه وقرأ ابن عباس والضحاك والحسن وقتادة ) من كل ( بتنوين كل وعلى هذه القراءة يجوز أن تكون ) ما ( نافية أى آتاكم من جميع ذلك حال كونكم غير سائلين له ويجوز أن تكون موصولة أى آتاكم من كل شئ الذى سألتموه ) وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ( أى وإن تتعرضوا لتعداد نعم الله التى أنعم بها عليكم إجمالا فضلا عن التفصيل لا تطيقوا إحصاءها بوجه من الوجوه ولا تقوموا بحصرها على حال من الأحوال وأصل الإحصاء أن الحاسب إذا بلغ عقدا معينا من عقود الأعداد وضع حصاة ليحفظه بها ومعلوم أنه لو رام فرد من أفراد العباد أن يحصى ما أنعم الله به عليه فى خلق عضو من أعضائه أو حاسة من حواسه لم يقدر على ذلك قط ولا أمكنه أصلا فكيف بما عدا ذلك من النعم فى جميع ما خلقه الله فى بدنه فكيف بما عدا ذلك من النعم الواصلة إليه فى كل وقت على تنوعها واختلاف أجناسها اللهم إنا نشكرك على كل نعمة أنعمت بها علينا مما لا يعلمه إلا أنت ومما علمناه شكرا لا يحيط به حصر ولا يحصره عد وعدد ما شكرك الشاكرون بكل لسان فى كل زمان ) إن الإنسان لظلوم ( لنفسه بإغفاله لشكر نعم الله عليه وظاهره شمول كل إنسان وقال الزجاج إن الإنسان اسم جنس يقصد به الكافر خاصة كما قال ) إن الإنسان لفي خسر ( ) كفار ( أى شديد كفران نعم الله عليه جاحد لها غير شاكر لله سبحانه عليها كما ينبغى ويجب عليه
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخارى والنسائى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى عن ابن عباس فى قوله ) ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ( قال كفار أهل مكة وأخرج البخارى فى تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطاب فى قوله ) ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا (


الصفحة التالية
Icon