"""""" صفحة رقم ١١٨ """"""
سورة إبراهيم الآية ( ٥١ ٥٢ )
إبراهيم :( ٤٧ ) فلا تحسبن الله.....
) مخلف ( منتصب على أنه مفعول تحسبن وانتصاب رسله على أنه مفعول وعده قيل وذلك على الاتساع والمعنى مخلف رسله وعده قال القتيبى هو من المقدم الذى يوضحه التأخير والمؤخر الذى يوضحه التقديم وسواء فى ذلك مخلف وعده رسله ومخلف رسله وعده ومثل ما فى الآية قول الشاعر ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه
وسائره باد إلى الشمس أجمع
وقال الزمخشرى قدم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلا كقوله ) إن الله لا يخلف الميعاد ( ثم قال رسله ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحدا وليس من شأنه إخلاف المواعيد فكيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته والمراد بالوعد هنا هو ما وعدهم سبحانه بقوله إنا لننصر رسلنا و ) كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ( وقرئ ) مخلف وعده رسله ( بجر رسله ونصب وعده قال الزمخشرى وهذه القراءة فى الضعف كمن قرأ قتل أولادهم شركائهم ) أن الله عزيز ( غالب لا يغالبه أحد ) ذو انتقام ( ينتقم من أعدائه لأوليائه والجملة تعليل للنهى وقد مر تفسيره فى أول آل عمران
إبراهيم :( ٤٨ ) يوم تبدل الأرض.....
) يوم تبدل الأرض غير الأرض ( قال الزجاج انتصاب يوم على البدل من يوم يأتيهم أو على الظرف للانتقام انتهى ويجوز أن ينتصب بمقدر يدل عليه الكلام أى واذكر أو وارتقب والتبديل قد يكون فى الذات كما فى بدلت الدراهم دنانير وقد يكون فى الصفات كما فى بدلت الحلقة خاتما والآية تحتمل الأمرين وقد قيل المراد تغير صفاتها وبه قال الأكثر وقيل تغير ذاتها ومعنى ) السماوات ( أى وتبدل السموات غير السموات على الاختلاف الذى مر ) وبرزوا لله الواحد القهار ( أى برز العباد لله أو الظالمون كما يفيده السياق أى ظهروا من قبورهم أو ظهر من أعمالهم ما كانوا يكتمونه والتعبير على المستقبل بلفظ الماضى للتنبيه على تحقق وقوعه كما فى قوله ) ونفخ في الصور ( والواحد القهار المتفرد بالألوهية الكثير القهر لمن عانده
إبراهيم :( ٤٩ ) وترى المجرمين يومئذ.....
) وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ( معطوف على برزوا أو على تبدل والمجئ بالمضارع لاستحضار الصورة والمجرمون هم المشركون ويومئذ يعنى يوم القيامة ) مقرنين ( أى مشدودين إما بجعل بعضهم مقرونا مع بعض أو قرنوا مع الشياطين كما فى قوله ) نقيض له شيطانا فهو له قرين ( أو جعلت أيديهم مقرونة إلى أرجلهم والأصفاد الأغلال والقيود والجار والمجرور متعلق بمقرنين أو حال من ضميره يقال صفدته صفدا أى قيدته والإسم الصفد فإذا أردت التكثير قلت صفدته قال عمرو بن كلثوم فآبوا بالنهاب وبالسبايا
وأبنا بالملوك مصفدينا
وقال حسان بن ثابت من بين مأسور يشد صفاده
صقر إذا لاقى الكريهة حامى
ويقال صفدته وأصفدته إذا أعطيته ومنه قول النابغة ولم أعرض أبيت اللعن بالصفد
إبراهيم :( ٥٠ ) سرابيلهم من قطران.....
) سرابيلهم من قطران ( السرابيل القمص وأحدها سربال ومنه قول كعب بن مالك
تلقاكم عصب حول النبى لهم من نسج داود فى الهيجا سرابيل
والقطران هو قطران الإبل الذى تهنأ به أى قمصانهم من قطران تطلى به جلودهم حتى يعود ذلك الطلاء


الصفحة التالية
Icon