"""""" صفحة رقم ١٥٧ """"""
على دعواكم أساطير الأولين أو يقولون ذلك من أنفسهم على طريق السخرية والأساطير الأباطيل والترهات التى يتحدث الناس بها عن القرون الأولى وليس من كلام الله فى شيء ولا مما أنزله الله أصلا فى زعمهم
النحل :( ٢٥ ) ليحملوا أوزارهم كاملة.....
) ليحملوا أوزارهم كاملة ( أى قالوا هذه المقالة لكى يحملوا أوزارهم كاملة لم يكفر منها شيء لعدم إسلامهم الذى هو سبب لتكفير الذنوب وقيل إن اللام هى لام العاقبة لأنهم لم يصفوا القرآن بكونه أساطير لأجل يحملون الأوزار ولكن لما كان عاقبتهم ذلك حسن التعليل به كقوله ) ليكون لهم عدوا وحزنا ( وقيل هى لام الأمر ) ومن أوزار الذين يضلونهم ( أى ويحملون بعض أوزار الذين أضلوهم لأن من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها وقيل من للجنس لا للتبعيض أى يحملون كل أوزار الذين يضلونهم ومحل ) بغير علم ( النصب على الحال من فاعل ) يضلونهم ( أى يضلون الناس جاهلين غير عالمين بما يدعونهم إليه ولا عارفين بما يلزمهم من الآثام وقيل إنه حال من المفعول أى يضلون من لا علم له ومثل هذه الآية ) وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ( وقد تقدم فى الأنعام الكلام على قوله ) ولا تزر وازرة وزر أخرى ( ) ألا ساء ما يزرون ( أى بئس شيئا يزرونه ذلك
النحل :( ٢٦ ) قد مكر الذين.....
ثم حكى سبحانه حال أضرابهم من المتقدمين فقال ) قد مكر الذين من قبلهم ( ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد به نمروذ بن كنعان حيث بنى بناء عظيما ببابل ورام الصعود إلى السماء ليقاتل أهلها فأهب الله الريح فخر ذلك البناء عليه وعلى قومه فهلكوا والأولى أن الآية عامة فى جميع المبطلين من المتقدمين الذين يحاولون إلحاق الضر بالمحقين ومعنى المكر هنا الكيد والتدبير الذى لا يطابق الحق وفى هذا وعيد للكفار المعاصرين له ( ﷺ ) بأن مكرهم سيعود عليهم كما عاد مكر من قبلهم على أنفسهم ) فأتى الله بنيانهم ( أى أتى أمر الله وهو الريح التى أخربت بنيانهم قال المفسرون أرسل الله ريحا فألقت رأس الصرح فى البحر وخر عليهم الباقى ) من القواعد ( قال الزجاج من الأساطين والمعنى أنه أتاها أمر الله من جهة قواعدها فزعزعها ) فخر عليهم السقف من فوقهم ( قرأ ابن أبى هريرة وابن محيصن السقف بضم السين والقاف جميعا وقرأ مجاهد بضم السين وسكون القاف وقرأ الباقون السقف بفتح السين وسكون القاف والمعنى أنه سقط عليهم السقف لأنه بعد سقوط قواعد البناء يسقط جميع ما هو معتمد عليها قال ابن الأعرابى وإنما قال من فوقهم ليعلمك أنهم كانوا حالين تحته والعرب تقول خر علينا سقف ووقع علينا حائط إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه فجاء بقوله ) من فوقهم ( ليخرج هذا الشك الذى فى كلام العرب لقال ) من فوقهم ( أى عليهم وقع وكانوا تحته فهلكوا وما أفلتوا وقيل إن المراد بالسقف السماء أى أتاهم العذاب من السماء التى فوقهم وقيل إن هذه الآية تمثيل لهلاكهم والمعنى أهلكهم فكانوا بمنزلة من سقط بنيانه عليه
وقد اختلف فى هؤلاء الذين خر عليهم السقف فقيل هو نمروذ كما تقدم وقيل إنه بختنصر وأصحابه وقيل هم المقسمون الذين تقدم ذكرهم فى سورة الحجر ) وأتاهم العذاب ( أى الهلاك ) من حيث لا يشعرون ( به بل من حيث أنهم فى أمان
النحل :( ٢٧ ) ثم يوم القيامة.....
ثم بين سبحانه أن عذابهم غير مقصور على عذاب الدنيا فقال ) ثم يوم القيامة يخزيهم ( بإدخالهم النار ويفضحهم بذلك ويهينهم وهو معطوف على مقدر أى هذا عذابهم فى الدنيا ثم يوم القيامة يخزيهم ) ويقول ( لهم مع ذلك توبيخا وتقريعا ) أين شركائي ( كما تزعمون وتدعون قرأ ابن كثير من رواية البزى شركاى من دون همز وقرأ الباقون بالهمز ثم وصف هؤلاء الشركاء بقوله ) الذين كنتم تشاقون فيهم ( قرأ نافع بكسر النون على الإضافة وقرأ الباقون بفتحها أى تخاصمون الأنبياء والمؤمنين فيهم وعلى قراءة نافع تخاصموننى فيهم وتعادوننى ادعوهم فليدفعوا عنكم هذا العذاب النازل بكم