"""""" صفحة رقم ١٨٧ """"""
النحل :( ٨٥ ) وإذا رأى الذين.....
) وإذا رأى الذين ظلموا العذاب ( أى وإذا رأى الذين أشركوا العذاب الذى يستحقونه بشركهم وهو عذاب جهنم ) فلا يخفف ( ذلك العذاب ) عنهم ولا هم ينظرون ( أى ولا هم يمهلون ليتوبوا إذ لا توبة هنالك
النحل :( ٨٦ ) وإذا رأى الذين.....
) وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم ( أى أصنامهم وأوثانهم التى عبدوها لما تقرر من أنهم يبعثون مع المشركين ليقال لهم من كان يعبد شيئا فليتبعه كما ثبت فى الصحيح من قوله ( ﷺ ) ) قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك ( أى الذين كنا نعبدهم من دونك قال أبو مسلم الأصفهانى مقصود المشركين بهذا القول إحالة الذنب على تلك الأصنام تعللا بذلك واسترواحا مع كونهم يعلمون أن العذاب واقع بهم لا محالة ولكن الغريق يتعلق بكل ما تقع يده عليه ) فألقوا إليهم القول ( أى ألقى أولئك الأصنام والأوثان والشياطين ونحوهم إلى المشركين القول ) إنكم لكاذبون ( أى قالوا لهم إنكم أيها المشركون لكاذبون فيما تزعمون من إحالة الذنب علينا الذى هو مقصودكم من هذا القول فإن قيل إن المشركين أشاروا إلى الأصنام ونحوها أن هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك وقد كانوا صادقين فى ذلك فكيف كذبتهم الأصنام ونحوها فالجواب بأن مرادهم من قولهم هؤلاء شركاؤنا هؤلاء شركاء الله فى المعبودية فكذبتهم الأصنام فى دعوى هذه الشركة والأصنام والأوثان وإن كانت لا تقدر على النطق فإن الله سبحانه ينطقها فى تلك الحال لتخجيل المشركين وتوبيخهم وهذا كما قالت الملائكة ) بل كانوا يعبدون الجن ( يعنون أن الجن هم الذين كانوا راضين بعبادتهم لهم
النحل :( ٨٧ ) وألقوا إلى الله.....
) وألقوا إلى الله يومئذ السلم ( أى ألقى المشركون يوم القيامة الاستسلام والإنقياد لعذابه والخضوع لعزته وقيل استسلم العابد والمعبود وانقادوا لحكمه فيهم ) وضل عنهم ما كانوا يفترون ( أى ضاع وبطل ما كانوا يفترونه من أن لله سبحانه شركاء وما كانوا يزعمون من شفاعتهم لهم وأن عبادتهم لهم تقربهم إلى الله سبحانه
النحل :( ٨٨ ) الذين كفروا وصدوا.....
) الذين كفروا ( فى أنفسهم ) وصدوا ( غيرهم ) عن سبيل الله ( أى عن طريق الحق وهى طريق الإسلام والإيمان بأن منعوهم من سلوكها وحملوهم على الكفر وقيل المراد بالصد عن سبيل الله الصد عن المسجد الحرام والأولى العموم ثم أخبر عن هؤلاء الذين صنعوا هذا الصنع بقوله ) زدناهم عذابا فوق العذاب ( أى زادهم الله عذابا لأجل الإضلال لغيرهم فوق العذاب الذى استحقوه لأجل ضلالهم وقيل المعنى زدنا القادة عذابا فوق عذاب أتباعهم أى أشد منه وقيل إن هذه الزيادة هى إخراجهم من النار إلى الزمهرير وقيل غير ذلك
النحل :( ٨٩ ) ويوم نبعث في.....
) ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم ( أى نبيا يشهد عليهم ) من أنفسهم ( من جنسهم إتماما للحجة وقطعا للمعذرة وهذا تكرير لما سبق لقصد التأكيد والتهديد ) وجئنا بك ( يا محمد ) شهيدا على هؤلاء ( أى تشهد على هذه الأمم وتشهد لهم وقيل على أمتك وقد تقدم مثل هذا فى البقرة والنساء ) ونزلنا عليك الكتاب ( أى القرآن والجملة مستأنفة أو فى محل نصب على الحال بتقدير قد ) تبيانا لكل شيء ( أى بيانا له والتاء للمبالغة ونظيره من المصادر التلقاء ولم يأت غيرهما ومثل هذه الآية قوله سبحانه ) ما فرطنا في الكتاب من شيء ( ومعنى كونه تبيانا لكل شئ أن فيه البيان الكثير من الأحكام والإحالة فيما بقى منها على السنة وأمرهم باتباع رسوله ( ﷺ ) فيما يأتى به من الأحكام وطاعته كما فى الآيات القرآنية الدالة على ذلك وقد صح عنه ( ﷺ ) أنه قال إنى أوتيت القرآن ومثله معه ) وهدى ( للعباد ) ورحمة ( لهم ) وبشرى للمسلمين ( خاصة دون غيرهم أو يكون الهدى والرحمة والبشرى خاصة بهم لأنهم المنتفعون بذلك
النحل :( ٩٠ ) إن الله يأمر.....
ثم لما ذكر سبحانه أن فى القرآن تبيان كل شئ ذكر عقبة آية جامعة لأصول التكليف كلها تصديقا لذلك فقال ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( وقد اختلف أهل العلم فى تفسير العدل والإحسان فقيل العدل لا إله إلا الله والإحسان أداء الفرائض


الصفحة التالية
Icon