"""""" صفحة رقم ١٨٩ """"""
وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال إن الله أنزل فى هذا الكتاب تبيانا لكل شئ ولكن علمنا يقصر عما بين لنا فى القرآن ثم قرأ ) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ( وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد الله بن أحمد فى زوائد الزهد وابن الضريس فى فضائل القرآن ومحمد بن نصر فى كتاب الصلاة والطبرانى والبيهقى فى الشعب عن ابن مسعود قال من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين وأخرج أحمد عن عثمان بن أبى العاص قال كنت عند رسول الله ( ﷺ ) جالسا إذ شخص بصره فقال أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( الآية وفى إسناده شهر بن حوشب وقال ابن كثير فى تفسيره إسناده لا بأس به وقد أخرجه مطولا أحمد والبخارى فى الأدب وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه من حديث ابن عباس وحسن ابن كثير إسناده وأخرج الماوردى وابن السكن وابن مندة وأبو نعيم فى معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير أن هذه الآية لما بلغت أكثم بن صيفى حكيم العرب قال إنى أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها ثم قال لقومه كونوا فى هذا الأمر رؤوسا ولا تكونوا فيه أذنابا وكونوا فيه أولا ولا تكونوا فيه آخرا وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى فى الأسماء والصفات عن ابن عباس فى قوله ) إن الله يأمر بالعدل ( قال شهادة أن لا إله إلا الله والإحسان أداء الفرائض ) وإيتاء ذي القربى ( قال إعطاء ذوى الأرحام الحق الذى أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم ) وينهى عن الفحشاء ( قال الزنا ) والمنكر ( قال الشرك ) والبغي ( قال الكبر والظلم ) يعظكم ( قال يوصيكم ) لعلكم تذكرون ( وأخرج سعيد بن منصور والبخارى فى الأدب ومحمد بن نصر فى الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى والحاكم وصححه والبيهقى فى الشعب قال أعظم آية فى كتاب الله ) الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( وأجمع آية فى كتاب الله للخير والشر الآية التى فى النحل ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( وأكثر أية فى كتاب الله تفويضا ) ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ( وأشد آية فى كتاب الله رجاء ) يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ( الآية وأخرج البيهقى فى الشعب عن الحسن أنه قرأ هذه الآية ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( إلى آخرها ثم قال إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله والشر كله فى آية واحدة فو الله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغى من معصية الله شيئا إلا جمعه وأخرج البخارى فى تاريخه من طريق الكلبى عن أبيه قال مر على بن أبى طالب بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم قالوا نتذاكر المروءة فقال أو ما كفاكم الله عز وجل ذلك فى كتابه إذ يقول ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان ( فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل فما بقى بعد هذا
سورة النحل الآية ( ٩١ ٩٣ )


الصفحة التالية
Icon