"""""" صفحة رقم ٣٠٢ """"""
سورة الكهف الآية ( ٧٩ ٨٢ )
الكهف :( ٧١ ) فانطلقا حتى إذا.....
قوله ) فانطلقا ( أى موسى والخضر على ساحل البحر يطلبان السفينة فمرت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فحملوهم ) حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ( قيل قلع لوحا من ألواحها وقيل لوحين مما يلى الماء وقيل خرق جدار السفينة ليعيبها ولا يتسارع الغرق إلى أهلها ) قال ( موسى ) أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ( أى لقد أتيت أمرا عظيما يقال أمر الأمر إذا كبر والأمر الإسم منه وقال أبو عبيدة الأمر الداهية العظيمة وأنشد قد لقى الأقران منى نكرا
داهية دهيا وأمرا إمرا
وقال القتيبى الأمر العجب وقال الأخفش أمر أمره يأمر إذا اشتد والإسم الأمر قرأ حمزة والكسائي ؟ ليغرق أهلها ؟ بالياء التحتية المفتوحة ورفع أهلها على أنه فاعل وقرأ الباقون بالفوقية المضمومة ونصب أهلها على المفعولية
الكهف :( ٧٢ ) قال ألم أقل.....
) قال ( أى الخضر ) ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ( أذكره ما تقدم من قوله له سابقا ) إنك لن تستطيع معي صبرا )
الكهف :( ٧٣ ) قال لا تؤاخذني.....
ف ) قال ( له موسى ) لا تؤاخذني بما نسيت ( يحتمل أن تكون ما مصدرية أى لا تؤاخذنى بنسيانى أو موصولة أى لا تؤاخذنى بالذى نسيته وهو قول الخضر ) فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ( فالنسيان إما على حقيقته على تقدير أن موسى نسى ذلك أو بمعنى الترك على تقدير أنه لم ينس ما قاله له ولكنه ترك العمل به ) ولا ترهقني من أمري عسرا ( قال أبو زيد أرهقته عسرا إذا كلفته ذلك والمعنى عاملنى باليسر لا بالعسر وقرئ عسرا بضمتين
الكهف :( ٧٤ ) فانطلقا حتى إذا.....
) فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله ( أى الخضر ولفظ الغلام يتناول الشاب البالغ كما يتناول الصغير قيل كان الغلام يلعب مع الصبيان فاقتلع الخضر رأسه ) قال ( موسى ) أقتلت نفسا زكية بغير نفس ( قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأويس بألف بعد الزاى وتخفيف الياء اسم فاعل وقرأ الباقون بتشديد الياء من دون ألف الزاكية البريئة من الذنوب قال أبو عمرو الزاكية التى لم تذنب والزكية التى أذنبت ثم تابت وقال الكسائي الزاكية والزكية لغتان وقال الفراء الزاكية والزكية مثل القاسية والقسية ومعنى ) بغير نفس ( بغير قتل نفس محرمة حتى يكون قتل هذه قصاصا ) لقد جئت شيئا نكرا ( أى فظيعا منكرا لا يعرف فى الشرع قيل معناه أنكر من الأمر الأول لكون القتل لا يمكن تداركه بخلاف نزع اللوح من السفينة فإنه يمكن تداركه بإرجاعه وقيل النكر أقل من الأمر لأن قتل نفس واحدة أهون من إغراق أهل السفينة قيل استبعد موسى أن يقتل نفسا بغير نفس ولم يتأول للخضر بأنه يحل القتل بأسباب أخر


الصفحة التالية
Icon