"""""" صفحة رقم ٣٠٣ """"""
الكهف :( ٧٥ ) قال ألم أقل.....
) قال ( الخضر ) ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ( زاد هنا لفظ لك لأن سبب العتاب أكثر وموجبه أقوى وقيل زاد لفظ لك لقصد التأكيد كما تقول لمن توبخه لك أقول وإياك أعنى
الكهف :( ٧٦ ) قال إن سألتك.....
) قال ( موسى ) إن سألتك عن شيء بعدها ( أى بعد هذه المرة أو بعد هذه النفس المقتولة ) فلا تصاحبني ( أى لا تجعلنى صاحبا لك نهاه عن مصاحبته مع حرصه على التعلم لظهور عذره ولذا قال ) قد بلغت من لدني عذرا ( يريد أنك قد أعذرت حيث خالفتك ثلاث مرات وهذا كلام نادم شديد الندامة اضطره الحال إلى الاعتراف وسلوك سبيل الإنصاف قرأ الأعرج تصحبنى بفتح التاء والباء وتشديد النون وقرأ الجمهور تصاحبنى وقرأ يعقوب تصحبى بضم التاء وكسر الحاء ورواها سهل عن أبى عمرو قال الكسائي معناه لا تتركنى أصحبك وقرأ الجمهور ) لدني ( بضم الدال إلا أن نافعا وعاصما خففا النون وشددها الباقون وقرأ أبو بكر عن عاصم ) لدني ( بضم اللام وسكون الدال قال ابن مجاهد وهى غلط قال أبو علي هذا التغليط لعله من جهة الرواية فأما على قياس العربية فصحيحة وقرأ الجمهور ) عذرا ( بسكون الذال وقرأ عيسى بن عمر بضم الذال وحكى الدانى أن أبيا روى عن النبي ( ﷺ ) بكسر الراء وياء بعدها بإضافة العذر إلى نفسه
الكهف :( ٧٧ ) فانطلقا حتى إذا.....
) فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية ( قيل هى أيلة وقيل أنطاكية وقيل برقة وقيل قرية من قرى أذربيجان وقيل قرية من قرى الروم ) استطعما أهلها ( هذه الجملة فى محل الجر على أنها صفة لقرية ووضع الظاهر موضع المضمر لزيادة التأكيد أو لكراهة اجتماع الضميرين فى هذه الكلمة لما فيه من الكلفة أو لزيادة التشنيع على أهل القرية بإظهارهم ) فأبوا أن يضيفوهما ( أى أبوا أن يعطوهما ما هو حق واجب عليهم من ضيافتهما فمن استدل بهذه الآية على جواز السؤال وحل الكدية فقد أخطأ خطأ بينا ومن ذلك قول بعض الأدباء الذين يسألون الناس فإن رددت فما فى الرد منقصة
على قد رد موسى قبل والخضر
وقد ثبت فى السنة تحريم السؤال بما لا يمكن دفعه من الأحاديث الصحيحة الكثيرة ) فوجدا فيها ( أى فى القرية ) جدارا يريد أن ينقض ( إسناد الإرادة إلى الجدار مجاز قال الزجاج الجدار لا يريد إرادة حقيقية إلا أن هيئة السقوط قد ظهرت فيه كما تظهر أفعال المريدين القاصدين فوصف بالإرادة ومنه قول الراعي فى مهمه فلقت به هاماتها
فلق الفؤوس إذا أردن نصولا
ومعنى الانقضاض السقوط بسرعة يقال انقض الحائط إذا وقع وانقض الطائر إذا هوى من طيرانه فسقط على شئ ومعنى فأقامه فسواه لأنه وجده مائلا فرده كما كان وقيل نقضه وبناه وقيل أقامه بعمود وقد تقدم فى الحديث الصحيح أنه مسحه بيده ) قال ( موسى ) لو شئت لاتخذت عليه أجرا ( أى على إقامته وإصلاحه تحريضا من موسى للخضر على أخذ الأجر قال الفراء معناه لو شئت لم تقمه حتى يقرونا فهو الأجر قرأ أبو عمرو ويعقوب وابن كثير وابن محيصن واليزيدى والحسن لتخذت يقال تخذ فلان يتخذ تخذا مثل اتخذ وقرأ الباقون لاتخذت
الكهف :( ٧٨ ) قال هذا فراق.....
) قال ( الخضر ) هذا فراق بيني وبينك ( على إضافة فراق إلى الظرف اتساعا أى هذا الكلام والإنكار منك على ترك الأجر هو المفرق بيننا قال الزجاج المعنى هذا فراق بيننا أى هذا فراق اتصالنا وكرر بين تأكيدا ولما قال الخضر لموسى بهذا أخذ فى بيان الوجه الذى فعل بسببه تلك الأفعال التى أنكرها موسى فقال ) سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ( والتأويل رجوع الشئ إلى مآله
الكهف :( ٧٩ ) أما السفينة فكانت.....
ثم شرع فى البيان له فقال ) أما السفينة ( يعنى التى خرقها ) فكانت لمساكين ( لضعفاء لا يقدرون على دفع من أراد ظلمهم ) يعملون في البحر ( ولم يكن لهم مال غير تلك السفينة يكرونها من الذين يركبون البحر ويأخذون الأجرة وقد استدل الشافعى بهذه


الصفحة التالية
Icon