"""""" صفحة رقم ٣٢٩ """"""
النسى فى كلام العرب الشئ الحقير الذى من شأنه أن ينسى ولا يذكر ولا يتألم لفقده كالوتد والحبل ومنه قول الكميت أتجعلنا خسرا لكلب قضاعة
ولسنا بنسى فى معد ولا دخل
وقال الفراء النسى ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها فتقول مريم ) نسيا منسيا ( أى حيضة ملقاة وقد قرئ بفتح النون وكسرها وهما لغتان مثل الحجر والحجر والوتر والوتر وقرأ محمد بن كعب القرظي نساء بالهمز مع كسر النون وقرأ نوف البكالى بالهمز مع فتح النون وقرا بكر بن حبيب ) نسيا ( بفتح النون وتشديد الياء بدون همز والمنسى المتروك الذى لا يذكر ولا يخطر ببال أحد من الناس
مريم :( ٢٤ ) فناداها من تحتها.....
) فناداها من تحتها ( أى جبريل لما سمع قولها وكان أسفل منها تحت الأكمة وقيل تحت النخلة وقيل المنادى هو عيسى وقد قرئ بفتح الميم من ) من ( وكسرها وقوله ) ألا تحزني ( تفسير للنداء أى لا تحزنى أو المعنى بأن لا تحزنى على أنها المصدرية ) قد جعل ربك تحتك سريا ( قال جمهور المفسرين السرى النهر الصغير والمعنى قد جعل ربك تحت قدمك نهرا قيل كان نهرا قد انقطع عنه الماء فأرسل الله فيه الماء لمريم وأحيا به ذلك الجذع اليابس الذى اعتمدت عليه حتى أورق وأثمر وقيل المراد بالسرى هنا عيسى والسرى العظيم من الرجال ومنه قولهم فلان سرى أى عظيم ومن قوم سراة أى عظام
مريم :( ٢٥ ) وهزي إليك بجذع.....
) وهزي إليك بجذع النخلة ( الهز التحريك يقال هزه فاهتز والباء فى بجذع النخلة مزيدة للتوكيد وقال الفراء العرب تقول هزه وهز به والجذع هو أسفل الشجرة قال قطرب كل خشبة فى أصل شجرة فهى جذع ومعنى إليك إلى جهتك وأصل تساقط تتساقط فأدغم التاء فى السين وقرأ حمزة والأعمش ) تساقط ( مخففا وقرأ عاصم فى رواية حفص والحسن بضم التاء مع التخفيف وكسر القاف وقرئ تتساقط بإظهار التاءين وقرئ بالتحتية مع تشديد السين وقرئ تسقط ويسقط وقرأ الباقون بإدغام التاء فى السين فمن قرأ بالفوقية جعل الضمير للنخلة ومن قرأ بالتحتية جعل الضمير للجذع وانتصاب ) رطبا ( على بعض هذه القراءات للتمييز وعلى البعض الآخر على المفعولية لتساقط قال المبرد والأخفش يجوز انتصاب رطبا بهزى أى هزى إليك رطبا ) جنيا ( بجذع النخلة أى على جذعها وضعفه الزمخشرى والجنى المأخوذ طريا وقيل هو ما طلب وصلح للاجتناء وهو فعيل بمعنى مفعول قال الفراء الجنى والمجنى واحد وقيل هو فعيل بمعنى فاعل أى رطبا طريا طيبا
مريم :( ٢٦ ) فكلي واشربي وقري.....
) فكلي واشربي ( أى من ذلك الرطب وذلك الماء أو من الرطب وعصيره وقدم الأكل مع أن ذكر النهر مقدم على الرطب لأن احتياج النفساء إلى أكل الرطب أشد من احتياجها إلى شرب الماء ثم قال ) وقري عينا ( قرأ الجمهور بفتح القاف وحكى ابن جرير أنه قرئ بكسرها قال وهى لغة نجد والمعنى طيبي نفسا وارفضي عنك الحزن وهو مأخوذ من القر والقرة وهما البرد والمسرور بارد القلب ساكن الجوارح وقيل المعنى وقرى عينا برؤية الولد الموهوب لك وقال الشيباني معناه نامي قال أبو عمرو أقر الله عينه أى أنام عينه وأذهب سهره ) فإما ترين من البشر أحدا ( أصله ترءيين مثل تسمعين خففت الهمزة وسقطت النون للجزم وياء الضمير للساكنين بعد لحوق نون التوكيد ومثل هذا مع عدم لحوق نون التوكيد قول ابن دريد أما ترى رأسى حاكى لونه
طرة صبح تحت أذيال الدجى
وقرأ طلحة وأبو جعفر وشيبة ) ترين ( بسكون الياء وفتح النون مخففة قال أبو الفتح وهى شاذة وجواب الشرط ) فقولي إني نذرت للرحمن صوما ( أى قولي إن طلب منك الكلام أحد من الناس إنى نذرت للرحمن صوما


الصفحة التالية
Icon