"""""" صفحة رقم ٣٧١ """"""
على الإتيان بمثل ما أتى به موسى وانتصاب ) مكانا سوى ( بفعل مقدر يدل عليه المصدر أو على أنه بدل من موعد قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ) سوى ( بضم السين وقرأ الباقون بكسرها وهما لغتان واختار أبو عبيد وأبو حاتم كسر السين لأنها اللغة العالية الفصيحة والمراد مكانا مستويا وقيل مكانا منصفا عدلا بيننا وبينك قال سيبويه يقال سوى وسوى أى عدل يعني عدلا بين المكانين قال زهير
أرونا خطة لا ضيم فيها
يسوى بيننا فيها السواء
قال أبو عبيدة والقتيبي معناه مكانا وسطا بين الفريقين وأنشد أبو عبيدة لموسى بن جابر الحنفي
وإن أبانا كان حل ببلدة
سوى بين قيس قيس غيلان والفزر
والفزر سعد بن زيد مناة
طه :( ٥٩ ) قال موعدكم يوم.....
ثم واعده موسى بوقت معلوم ف ) قال موعدكم يوم الزينة ( قال مجاهد وقتادة ومقاتل والسدى كان ذلك يوم عيد يتزينون فيه وقال سعيد بن جبير كان ذلك يوم عاشوراء وقال الضحاك يوم السبت وقيل يوم النيروز وقيل يوم كسر الخليج وقرأ الحسن والأعمش وعيسى الثقفي والسلمي وهبيرة عن حفص ) يوم الزينة ( بالنصب ورويت هذه القراءة عن أبى عمرو أى فى يوم الزينة إنجاز موعدنا وقرأ الباقون بالرفع على أنه خبر موعدكم وإنما جعل الميعاد زمانا بعد أن طلب منه فرعون أن يكون مكانا سوى لأن يوم الزينة يدل على مكان مشهور يجتمع فيه الناس ذلك اليوم أو على تقدير مضاف محذوف أى موعدكم مكان يوم الزينة ) وأن يحشر الناس ضحى ( معطوف على يوم الزينة فيكون فى محل رفع أو على الزينة فيكون فى محل جر يعنى ضحى ذلك اليوم والمراد بالناس أهل مصر والمعنى يحشرون إلى العيد وقت الضحى وينظرون فى أمر موسى وفرعون قال الفراء المعنى إذا رأيت الناس يحشرون من كل ناحية ضحى فذلك الموعد قال وجرت عادتهم بحشر الناس فى ذلك اليوم والضحى قال الجوهري ضحوة النهار بعد طلوع الشمس ثم بعده الضحى وهو حين تشرق الشمس وخص الضحى لأنه أول النهار فإذا امتد الأمر بينهما كان فى النهار متسع وقرأ ابن مسعود والجحدري ) وأن يحشر ( على البناء للفاعل أى وأن يحشر الله الناس ضحى وروى عن الجحدري أنه قرأ ؟ وأن نحشر ؟ بالنون وقرأ بعض القراء بالتاء الفوقية أى وأن تحشر أنت يا فرعون وقرأ الباقون بالتحتية على البناء للمفعول
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) إننا نخاف أن يفرط علينا ( قال يعجل ) أو أن يطغى ( قال يعتدي وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فى قوله ) أسمع وأرى ( قال أسمع ما يقول وأرى ما يجاوبكما به فأوحي إليكما فتجاوبانه وأخرج ابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال رب أى شئ أقول قال قل أهيا شراهيا قال الأعشى تفسير ذلك الحي قبل كل شئ والحي بعد كل شئ وجود السيوطي إسناده وسبقه إلى تجويد إسناده ابن كثير فى تفسيره وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة فى قوله ) على من كذب وتولى ( قال كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى فى الأسماء والصفات عن ابن عباس فى قوله ) أعطى كل شيء خلقه ( قال خلق لكل شئ زوجه ) ثم هدى ( قال هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) لا يضل ربي ( قال لا يخطئ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) من نبات شتى ( قال مختلف وفى قوله ) لأولي النهى ( قال لأولى التقى وأخرج ابن المنذر