"""""" صفحة رقم ٤ """"""
عن علي بن زيد بن جدعان وعن عطاء بن ميمون عن ذر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا فذكر نحوه وهو منكر من جميع طرقه قال القرطبي قال سعد بن أبي وقاص أنزل القرآن على رسول الله ( ﷺ ) فتلاه عليهم زمانا فقالوا لو حدثتنا فنزل قوله تعالى ) الله نزل أحسن الحديث ( قال قال العلماء وذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن وكررها بمعنى واحد في وجوه مختلفة بألفاظ متباينة على درجات البلاغة وقد ذكر قصة يوسف ولم يكررها فلم يقدر مخالف على معارضة ما تكرر ولا على معارضة غير المتكرر
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة يوسف الآية ( ١ ٦ )يوسف :( ١ ) الر تلك آيات.....
قوله ) الر ( قد تقدم الكلام فيه في فاتحة سورة يونس والإشارة بقوله ) تلك ( إلى آيات السورة والكتاب المبين السورة أي تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة آيات السورة الظاهر أمرها في إعجاز العرب وتبكيتهم والمبين من أبان بمعنى بان أي الظاهر أمره في كونه من عند الله وفي إعجازه أو المبين بمعنى الواضح المعنى بحيث لا يلتبس على قارئه وسامعه أو المبين لما فيه من الأحكام
يوسف :( ٢ ) إنا أنزلناه قرآنا.....
) إنا أنزلناه ( أي الكتاب المبين حال كونه ) قرآنا عربيا ( فعلى تقدير أن الكتاب السورة تكون تسميتها قرآنا باعتبار أن القرآن اسم جنس يقع على الكل وعلى البعض وعلى تقدير أن المراد بالكتاب كل القرآن فتكون تسميته قرآنا واضحة وعربيا صفة لقرآنا أي على لغة العرب ) لعلكم تعقلون ( أي لكي تعلموا معانيه وتفهموا ما فيه
يوسف :( ٣ ) نحن نقص عليك.....
) نحن نقص عليك أحسن القصص ( القصص تتبع الشيء ومنه قوله تعالى ) وقالت لأخته قصيه ( أي تتبعي أثره وهو مصدر والتقدير نحن نقص عليك قصصا أحسن القصص فيكون بمعنى الاقتصاص أو هو بمعنى المفعول أي المقصوص ) بما أوحينا إليك ( أي بإيحائنا إليك ) هذا القرآن ( وانتصاب القرآن على أنه صفة لاسم الإشارة أو بدل منه أو عطف بيان وأجاز الزجاج الرفع على تقدير مبتدأ وأجاز الفراء الجر ولعل وجهه أن يقدر حرف الجر في بما أوحينا داخلا على اسم الإشارة فيكون المعنى نحن نقص عليك أحسن القصص بهذا القرآن ) وإن كنت من قبله لمن الغافلين ( إن هي المخففة من الثقيلة بدليل اللام الفارقة بينها وبين النافية والضمير في من قبله عائد على الايحاء المفهوم من أوحينا المعنى أنك قبل إيحائنا إليك من الغافلين عن هذه القصة