"""""" صفحة رقم ٧٩ """"""
بالمعروف أو الظلم بالعفو أو الذنب بالتوبة ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه الأمور والإشارة بقوله ) أولئك ( إلى الموصوفين بالصفات المتقدمة ) لهم عقبى الدار ( العقبى مصدر كالعاقبة والمراد بالدار الدنيا وعقباها الجنة وقيل المراد بالدار الدار الآخرة وعقباها الجنة للمطيعين والنار للعصاة
الرعد :( ٢٣ ) جنات عدن يدخلونها.....
) جنات عدن يدخلونها ( بدل من عقبى الدار أى لهم جنات عدن ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره يدخلونها والعدن أصله الإقامة ثم صار علما لجنة من الجنان قال القشيرى وجنات عدن وسط الجنة وقصبتها وسقفها عرش الرحمن ولكن في صحيح البخارى وغيره إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) ومن صلح من آبائهم ( يشمل الآباء والأمهات ) وأزواجهم وذرياتهم ( معطوف على الضمير فى يدخلون وجاز ذلك للفصل بين المعطوف والمعطوف عليه أى ويدخلها أزواجهم وذرياتهم وذكر الصلاح دليل على أنه لا يدخل الجنة إلا من كان كذلك من قرابات أولئك ولا ينفع مجرد كونه من الآباء أو الأزواج أو الذرية بدون صلاح ) والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ( أى من جميع أبواب المنازل التى يسكنونها أو المراد من كل باب من أبواب التحف والهدايا من الله سبحانه
الرعد :( ٢٤ ) سلام عليكم بما.....
) سلام عليكم ( أى قائلين سلام عليكم أى سلمتم من الآفات أو دامت لكم السلامة ) بما صبرتم ( أى بسبب صبركم وهو متعلق بالسلام أي إنما حصلت لكم هذه السلامة بواسطة صبركم أو كتعلق بعليكم أو محذوف أي هذه الكرامة بسبب صبركم أو بدل ما احتملتم من مشاق الصبر ) فنعم عقبى الدار ( جاء سبحانه بهذه الجملة المتضمنة لمدح ما أعطاهم من عقبى الدار المتقدم ذكرها للترغيب والتشويق
الرعد :( ٢٥ ) والذين ينقضون عهد.....
ثم اتبع أحوال السعداء بأحوال الأشقياء فقال ) والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ( وقد مر تفسير عدم النقض وعدم القطع فعرف منهما تفسير النقض والقطع ولم يتعرض لنفى الخشية والخوف عنهم وما بعدهما من الأوصاف المتقدمة لدخولها فى النقض والقطع ) ويفسدون في الأرض ( بالكفر وارتكاب المعاصى والأضرار بالأنفس والأموال ) أولئك ( الموصوفون بهذه الصفات الذميمة ) لهم ( بسبب ذلك ) اللعنة ( أى الطرد والإبعاد من رحمة الله سبحانه ) ولهم سوء الدار ( أى سوء عاقبة دار الدنيا وهى النار أو عذاب النار
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة فى قوله تعالى ) أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق ( قال هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه ) كمن هو أعمى ( قال عن الحق فلا يبصره ولا يعقله ) إنما يتذكر أولوا الألباب ( فبين من هم فقال ) الذين يوفون بعهد الله ( وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أولوا الألباب قال من كان له لب أى عقل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة أن الله ذكر الوفاء بالعهد والميثاق فى بضع وعشرين آية من القرآن وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ﷺ ) إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة ثم تلا رسول الله ( ﷺ ) ) والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ( وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير فى قوله ) والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ( يعنى من إيمان بالنبيين وبالكتب كلها ) ويخشون ربهم ( يعنى يخافون من قطيعة ما أمر الله به أن يوصل ) ويخافون سوء الحساب ( يعنى شدة الحساب
وقد ورد فى صلة الرحم وتحريم قطعها أحاديث كثيرة وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك ) ويدرؤون بالحسنة السيئة ( قال يدفعون بالحسنة السيئة وأخرج عبد الرزاق والفريابى


الصفحة التالية
Icon