"""""" صفحة رقم ١٠٦ """"""
السلام بالدعوة الأولى سعادة الدنيا طلب بهذه الدعوة سعادة الآخرة وهى جنة النعيم وجعلها مما يورث تشبيها لغنيمة الآخرة بغنيمة الدنيا وقد تقدم تفسير معنى الوراثة فى سورة مريم
الشعراء :( ٨٦ ) واغفر لأبي إنه.....
) واغفر لأبي إنه كان من الضالين ( كان أبوه قد وعده أنه يؤمن به فاستغفر له فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه وقد تقدم تفسير هذا مستوفى فى سورة التوبة وسورة مريم ومعنى ) من الضالين ( من المشركين الضالين عن طريق الهداية وكان زائدة على مذهب سيبويه كما تقدم فى غير موضع
الشعراء :( ٨٧ ) ولا تخزني يوم.....
) ولا تخزني يوم يبعثون ( أى لاتفضحنى على رءوس الأشهاد بمعاتبتى أو لاتعذبنى يوم القيامة أو لاتخزنى بتعذيب أبى أو ببعثه فى جملة الضالين والإخزاء يطلق على الخزى وهو الهوان وعلى الخزاية وهى الحياء
الشعراء :( ٨٨ ) يوم لا ينفع.....
) يوم لا ينفع مال ولا بنون ( بدل من يوم يبعثون أى يوم لاينفع فيه المال والبنون أحدا من الناس والابن هو أخص القرابة وأولاهم بالحماية والدفع والنفع فإذا لم ينفع فغيره من القرابة والأعوان بالأولى وقال ابن عطية إن هذا وما بعده من كلام الله وهو ضعيف
الشعراء :( ٨٩ ) إلا من أتى.....
والاستثناء بقوله ) إلا من أتى الله بقلب سليم ( قيل هو منقطع أى لكن من أتى الله بقلب سليم قال فى الكشاف إلا حال من أتى الله بقلب سليم فقدر مضافا محذوفا قال أبو حيان ولا ضرورة تدعو إلى ذلك وقيل إن هذا الاستثناء بدل من المفعول المحذوف أو مستثنى منه إذ التقدير لاينفع مال ولابنون أحدا من الناس إلا من كانت هذه صفته ويحتمل أن يكون بدلا من فاعل ينفع فيكون مرفوعا قال أبو البقاء فيكون التقدير إلا مال من أو بنو من فإنه ينفع
واختلف فى معنى القلب السليم فقيل السليم من الشرك فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد قاله أكثر المفسرين وقال سعيد بن المسيب القلب السليم الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض وقيل هو القلب الخالى عن البدعة المطمئن إلى السنة وقيل السالم من آفة المال والبنين وقال الضحاك السليم الخالص وقال الجنيد السليم فى اللغة اللديغ فمعناه أنه قلب كاللديغ من خوف الله تعالى وهذا تحريف وتعكيس لمعنى القران قال الرازى أصح الأقوال أن المراد منه سلامة النفس عن الجهل والأخلاق الرذيلة
الشعراء :( ٩٠ ) وأزلفت الجنة للمتقين
) وأزلفت الجنة للمتقين ( أى قربت وأدنيت لهم ليدخلوها وقال الزجاج قرب دخولهم إياها ونظرهم إليها
الشعراء :( ٩١ ) وبرزت الجحيم للغاوين
) وبرزت الجحيم للغاوين ( أى جعلت بارزة لهم والمراد بالغاوين الكافرون والمعنى أنها أظهرت قبل أن يدخلها المؤمنون ليشتد حزن الكافرين ويكثر سرور المؤمنين
الشعراء :( ٩٢ - ٩٣ ) وقيل لهم أين.....
) وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله ( من الأصنام والأنداد ) هل ينصرونكم ( فيدفعون عنكم العذاب أو ينتصرون بدفعه عن أنفسهم وهذا كله توبيخ وتقريع لهم وقرأ مالك بن دينار وبرزت بفتح الباء والراء مبنيا للفاعل
الشعراء :( ٩٤ ) فكبكبوا فيها هم.....
) فكبكبوا فيها هم والغاوون ( أى ألقوا فى جهنم هم يعنى المعبودين والغاومن يعنى العابدين لهم وقيل معنى كبكبوا قلبوا على رءوسهم وقيل ألقى بعضهم على بعض وقيل جمعوا مأخوذ من الكبكبة وهى الجماعة قاله الهروى وقال النحاس هو مشتق من كوكوب الشيءء أي معظمه والجماعة من الخيل كوكب وكبكبة وقيل دهدهوا وهذه المعانى متقاربة وأصله كببوا بباءين الأولى مشددة من حرفين فأبدل من الباء الوسطى الكاف وقد رجح الزجاج أن المعنى طرح بعضهم على بعض ورجح ابن قتيبة أن المعنى ألقوا على رءوسهم وقيل الضمير فى كبكبوا لقريش والغاوون الالهة
الشعراء :( ٩٥ ) وجنود إبليس أجمعون
والمراد بجنود إبليس شيا طينه الذين يغوون العباد وقيل ذريته وقيل كل من يدعو إلى عبادة الأصنام وأجمعون تأكيد للضمير فى كبكبوا وما عطف عليه
الشعراء :( ٩٦ ) قالوا وهم فيها.....
وجملة ) قالوا وهم فيها يختصمون ( مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل ماذا قالوا حين فعل بهم مافعل
الشعراء :( ٩٧ ) تالله إن كنا.....
ومقول القول ) تالله إن كنا لفي ضلال مبين ( وجملة وهم فيها يختصمون فى محل نصب على الحال أى قالوا هذه المقالة حال كونهم فى جهنم مختصمين وإن فى إن


الصفحة التالية
Icon