"""""" صفحة رقم ١٢٠ """"""
الاهتمام بشأنهم أولى وهدايتهم إلى الحق أقدم قيل هم قريش وقيل بنو عبد مناف وقيل بنو هاشم وقد ثبت فى الصحيح أن هذه الآية لما نزلت دعا النبى ( ﷺ ) قريشا فاجتمعوا فعم وخص فذلك منه ( ﷺ ) بيان للعشيرة الإقربين وسيأتى بيان ذلك
الشعراء :( ٢١٥ ) واخفض جناحك لمن.....
) واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ( يقال خفض جناحه إذا ألانه وفيه استعارة حسنة والمعنى ألن جناحك وتواضع لمن اتبعك من المؤمنين وأظهر لهم المحبة والكرامة وتجاوز عنهم
الشعراء :( ٢١٦ ) فإن عصوك فقل.....
) فإن عصوك ( أى خالفوا أمرك ولم يتبعوك ) فقل إني بريء مما تعملون ( أى من عملكم أو من الذى تعملونه وهذا يدل على أن المراد بالمؤمنين المشارفون للإيمان المصدقون باللسان لأن المؤمنين الخلص لايعصونه ولايخالفونه
الشعراء :( ٢١٧ ) وتوكل على العزيز.....
ثم بين له مايعتمد عليه عند عصيانهم له فقال ) وتوكل على العزيز الرحيم ( أى فوض أمورك إليه فإنه القادر على قهر الأعداء وهو الرحيم للأولياء قرأ نافع وابن عامر فتوكل بالفاء وقرأ الباقون وتوكل بالواو فعلى القراءة الأولى يكون مابعد الفاء كالجزء مما قبلها مترتبا عليه وعلى القراءة الثانية يكون مابعد الواو معطوفا علي ماقبلها عطف جملة على جملة من غير ترتيب
الشعراء :( ٢١٨ ) الذي يراك حين.....
) الذي يراك حين تقوم ( أى حين تقوم إلى الصلاة وحدك فى قول أكثر المفسرين وقال مجاهد حين تقوم حيثما كنت ) وتقلبك في الساجدين ( أى ويراك إن صليت فى الجماعة راكعا وساجدا وقائما كذا قال أكثر المفسرين وقيل يراك فى الموحدين من نبى إلى نبى حتى أخرجك فى هذه الأمة وقيل المراد بقوله يراك حين تقوم قيامه إلى التهجد
الشعراء :( ٢١٩ ) وتقلبك في الساجدين
وقوله ) وتقلبك في الساجدين ( يريد ترددك فى تصفح أحوال المجتهدين فى العبادة وتقلب بصرك فيهم كذا قال مجاهد
الشعراء :( ٢٢٠ ) إنه هو السميع.....
) إنه هو السميع ( لما تقوله ) العليم ( به
الشعراء :( ٢٢١ ) هل أنبئكم على.....
ثم أكد سبحانه معنى قوله ) وما تنزلت به الشياطين ( وبينه فقال ) هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ( أى على من تتنزل فحذف إحدى التاءين وفيه بيان استحالة تنزل الشياطين على رسول الله ( ﷺ )
الشعراء :( ٢٢٢ ) تنزل على كل.....
) تنزل على كل أفاك أثيم ( والأفاك الكثير الإفك والأثيم كثير الإثم والمراد بهم كل من كان كاهنا فإن الشياطين كانت تسترق السمع ثم يأتون إليهم فيلقونه إليهم
الشعراء :( ٢٢٣ ) يلقون السمع وأكثرهم.....
وهو معنى قوله ) يلقون السمع ( أى مايسمعون مما يسترقونه فتكون جملة يلقون السمع على هذا راجعة إلى الشياطين فى محل نصب علي الحال أى حال كون الشياطين ملقين السمع أى مايسمعونه من الملإ الأعلى إلى الكهان ويجوز أن يكون المعنى إن الشياطين يلقون السمع أى ينصتون إلى الملإ الأعلى ليسترقوا منهم شيئا ويكون المراد بالسمع على الوجه الأول المسموع وعلى الوجه الثانى نفس حاسة السمع ويجوز أن تكون جملة يلقون السمع راجعة إلى كل أفاك أثيم على أنها صفة أو مستأنفة ومعنى الإلقاء أنهم يسمعون ماتلقيه إليهم الشياطين من الكلمات التى تصدق الواحدة منها وتكذب المائة الكلمة كما ورد فى الحديث وجملة ) وأكثرهم كاذبون ( راجعة إلى كل أفاك أثيم أى وأكثر هؤلاء الكهنته كاذبون فيما يتلقونه من الشياطين لأنهم يضمون إلى ما يسمعونه كثيرا من أكاذيبهم المختلفة أو أكثرهم كاذبون فيما يلقونه من السمع أي المسموع من الشياطين إلى الناس ويجوز أن تكون جملة ) وأكثرهم كاذبون ( راجعة إلى الشياطين أى وأكثر الشياطين كاذبون فيما يلقونه إلى الكهنة مما يسمعونه فإنهم يضمون إلى ذلك من عند أنفسهم كثيرا من الكذب وقد قيل كيف يصح على الوجه الأول وصف الأفاكين بأن أكثرهم كاذبون بعد ما وصفوا جميعا بالإفك وأجيب بأن المراد بالإفاك الذى يكثر الكذب لا الذى لاينطق إلا بالكذب فالمراد بقوله وأكثرهم كاذبون أنه قل من يصدق منهم فيما يحكى عن الشياطين والغرض الذى سيق لأجله هذا الكلام إد ما كان يزعمه المشركون من كون النبى ( ﷺ ) من جملة من يلقى إليه الشيطان السمع من الكهنة ببيان أن الأغلب على الكهنة الكذب ولم يظهر


الصفحة التالية
Icon